الرئيسية / مقالات رأي / أفق الصراع القائم

أفق الصراع القائم

الشرق اليوم- يبدو أن الرهان على إطالة أمد الصراع الدائر في أوكرانيا آخذ في التصاعد، حيث الأزمة المشتعلة منذ قرابة 6 أشهر لا تزال تلتهم في حرائقها السياسية الخطوط الاستراتيجية والتكتيكية على مختلف جبهات الصراع الآخذ بالتمدد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهم واشنطن بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا، منتقداً الولايات المتحدة لسعيها إلى “زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى في المنطقة والعالم”، في إشارة إلى ما يجري على حدود روسيا، وكذلك التصعيد في تايوان على الحدود مع الصين.

التصعيد يضع العالم على شفا صراع قطبين، وإن كان متعدد الرؤوس، أمريكا وأوروبا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، فهل نحن أمام حرب باردة موسّعة في ظل تزايد توريد الأسلحة الحديثة إلى أوكرانيا وزيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي ومن ثم أعضاء من الكونغرس إلى تايوان؟

 في المعايير الروسية للحرب الباردة، يبدو أننا أمام ما هو أسوأ. وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، يصف الوضع الأمني في أوروبا بأنه أسوأ مما كان عليه في ذروة الحرب الباردة، مشيراً إلى نشاط عسكري عدواني لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يستهدف بلاده بالدرجة الأولى.

على الأرض، حادث جديد في شبه جزيرة القرم الخاضعة لموسكو منذ العام 2014، وهذه المرة حريق يلتهم مخازن أسلحة في منطقة دجانكوي “نتيجة عمل تخريبي”، وفي الأجواء، طائرة استطلاع بريطانية تنتهك الأجواء بالقرب من رأس سفياتوي نوس في مقاطعة مورمانسك في الشمال، قبل اعتراضها من قبل مقاتلة “ميغ 31” أجبرتها على المغادرة.

وكأن من يريد استفزاز روسيا، يعترف بأن حرب العقوبات التي انطلقت فور الهجوم على أوكرانيا، لم تؤت أُكُلها. وبالفعل ها هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسخر من “مزاعم الغرب” بفرض عزلة على بلاده عن طريق فرض العقوبات. وقال بوتين في افتتاح منتدى “الجيش 2022” والألعاب العسكرية الدولية، أمس الأول الاثنين، إن “مشاركة 1500 شركة و72 دولة في المنتدى تهزم دعاوى العزلة”.

 استعرضت موسكو في المنتدى أعلام الدول المشاركة، واحتفلت بإعلان الهيئة الروسية لتصدير الأسلحة توقيع عقود بتريليون روبل (16.3 مليار دولار)، لتوريد مروحيات ومقاتلات وأنظمة دفاع جوي للمشترين، إلى جانب 3 تريليونات روبل لتوريدات لاحقة.

 أفق صراع الأقطاب يبدو أكثر قلقاً للعالم اليوم، وإن كان الشعور العام أن تسعير النزاعات لا يزال تحت السيطرة، ولكن هل تكفي تطمينات الوزير سيرغي شويغو بأن “الهدف الأساسي للأسلحة النووية الروسية هو ردع أي هجوم نووي”؟ هو كلام عاقل من وزير الدفاع الروسي، وعلى أمل أن يقابله عقلاء في الطرف الثاني من الصراع.

إننا نعيش مرحلة حساسة من تاريخنا الحديث.. مرحلة تؤشر إلى متغيرات دولية متسارعة.. والأولوية في وسط هذه المتغيرات، تبقى للعمل العاقل والجاد الذي يضمن استقرار الأمن الدولي، ويحفظ مكتسبات التنمية، ويحمي حقوق الشعوب والدول وتطلعاتها لغد أفضل.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …