الرئيسية / مقالات رأي / ضرب الإرهاب مجدداً

ضرب الإرهاب مجدداً

الشرق اليوم- في أسلوب لا يخلو من التشويق المعتاد لدى الإدارة الأمريكية، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري بعملية أمريكية في كابول.

مشهد تكرر مع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قتل زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019، وقبله إبان رئاسة باراك أوباما الأولى، حينما أعلن الرئيس الأمريكي في سبتمبر 2011 مقتل زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن في عملية مشابهة.

وبغض النظر عن التحليلات التي تربط توقيتات الاستهدافات الثلاثة بالانتخابات الأمريكية، فإن الثابت أننا لا نزال نشهد فصول حرب لم تنته بعد، وأن من يجلس في المكتب البيضاوي لا يزال على أجندته “تحقيق العدالة” لعائلات ضحايا اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر الإرهابية، على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاماً على وقوعها.

مما لا شك فيه أن قتل الظواهري يشكل أكبر ضربة يتعرّض لها تنظيم القاعدة الإرهابي منذ مقتل بن لادن، فيما تتصاعد المخاوف والشكوك حول شكل العلاقة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان التي عبرت عن غضبها من تنفيذ العملية على أراضيها، ولتكون الضربة التي تم تنفيذها من خلال طائرة مسيرة أول عملية تشنّها واشنطن على هدف في أفغانستان منذ سحب قواتها من البلاد قبل أقل من عام بقليل.

ويبقى السؤال: هل يتحقق أمل بايدن، في أن يساعد قتل الظواهري، العقل المدبّر لعمليات “القاعدة” وهجمات 11 سبتمبر، على “طي الصفحة”، قبل شهر فقط من حلول الذكرى الأولى لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وتركها في أيدي حركة طالبان التي تعهدت عدم السماح باستخدام أفغانستان مرة أخرى “نقطة انطلاق للجهاديين”؟

العملية بقدر ما استهدفت الظواهري، العقل الأيديولوجي لتنظيم القاعدة، فإنها في واشنطن بمثابة نصر، بعد انسحاب العام الماضي غير المنظم، والذي أحرج البيت الأبيض، فيما الرسالة الأكثر شمولية هي أن واشنطن لا تزال تملك زمام المبادرة فيما يتعلق بالتصدي للإرهابيين وضربهم حتى في أفغانستان، ولو بأسلوب الضرب من مسافة بعيدة.

تنظيم القاعدة الذي لا يزال خارج السيطرة، ومن يدور في فلكه العقدي من تنظيمات إرهابية أخرى، تتوارث ثقافة الترهيب والإفساد في أكثر من ساحة، لا تزال تضرب في أكثر من دولة عربية، وتواصل تهديد الاستقرار وتزهق الأرواح، في العراق وسوريا وحتى في مصر، مهما انحسر نفوذها تحت ضربات الجيوش التي تذود عن حياض الأوطان، أو حتى العمليات التي تستهدف رموز تلك الجماعات.

طي صفحة الإرهاب في المنطقة العربية، وحتى العالم، يكون بالتخلص من فكر الإرهاب الظلامي الأعمى، وإفساده، وجماعاته المتسترة هنا وهناك، وسلوكيات الإرهاب أياً كان اللواء الذي يحمله، ولونه، وأياً كان موقعه في جغرافيا الإنسانية جمعاء.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …