الرئيسية / مقالات رأي / تونس تطوي صفحة “الإخوان”

تونس تطوي صفحة “الإخوان”

الشرق اليوم- عندما كتبت “حركة النهضة” دستور عام 2014، كان هدفها اختطاف ثورة 2011 ومعها تونس. وقد نجحت  مع أحزاب وقيادات سياسية فاسدة متشوقة إلى السلطة والفساد  في تشكيل تحالفات مشبوهة، وجر البلاد إلى عشرية سوداء عانى خلالها الشعب التونسي إفقاراً وإرهاباً وفساداً ونهباً وتدميراً للحياة السياسية، وعمدت خلالها “حركة النهضة” إلى وضع اليد على البلد، وبسط هيمنتها على مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية والأمنية والقضائية.

مرت تونس بمحطات سياسية واقتصادية صعبة منذ ذلك الحين، حيث كانت تعيش محنة قاسية جراء تغوّل “حركة النهضة” وحلفائها، إلى أن جاءت الانتخابات الرئاسية عام 2019، حيث انتخب قيس سعيّد رئيساً بأغلبية ساحقة، وهو الذي لا يمتلك حزباً سياسياً ولا ماكينة انتخابية ولا تمويلاً داخلياً أو خارجياً، وإنما قدّم برنامجاً إنقاذياً يمثل صدى صادقاً للإرادة الشعبية، وتمكّن من الفوز، معلناً انتصار قرار السواد الأعظم من الشعب التونسي في التغيير. ومرة ثانية استطاع الرئيس سعيّد في 25 من يوليو/ تموز الماضي، تسديد ضربته الثانية ل”حركة النهضة” وحلفائها بإقالة الحكومة، وحلّ البرلمان، وتطهير القضاء من فلول الجماعات الإسلامية التي مارست الفساد ودعمت الإرهاب.

ثم كان يوم الاثنين الماضي في الاستفتاء على دستور جديد يقطع مع الماضي، ويطوي صفحة “الإخوان” إلى الأبد، لتدخل معه تونس مرحلة جديدة، تنفض عنها إرث مرحلة سوداء.

أنْ يقول أكثر من 94% من التونسيين “نعم” للدستور الجديد، وتعلن كل الجهات المحلية والدولية التي شاركت في المراقبة، أن الاستفتاء تم بحرية وشفافية من دون أي إشكاليات أمنية، فهذه شهادة واضحة تردّ على كل مزاعم جماعات المعارضة التي تقودها “حركة النهضة” التي عمدت إلى التشكيك في الاستفتاء قبل أن يحصل، ومحاولات الإرباك والتضليل التي مورست خلال الاستفتاء.

الرئيس سعيّد الذي قاد مرحلة التغيير احتفل مع الشعب التونسي بهذا الانتصار، معتبراً أن ما قام به الشعب “درس أبدع التونسيون في توجيهه إلى العالم”. وقال: “اليوم عبرنا من ضفة إلى أخرى. من ضفة اليأس والإحباط إلى ضفة الأمل والعمل، وسنحقق هذا بفضل إرادة الشعب والتشريعات التي ستوضع لخدمته”. وتوعد بمحاسبة كل من أجرم بحق البلاد، في إشارة واضحة إلى جماعة “حركة النهضة” التي لفظها الشعب التونسي.

بعد نجاح الاستفتاء على الدستور، فإن تونس أمام إصلاحات كبرى: اقتصادية واجتماعية وصحية وتنموية وسياسية، وخصوصاً وضع قانون انتخابي جديد لاستكمال مرحلة البناء السياسي بإجراء انتخابات تشريعية في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

يمكن القول إن الشعب التونسي أعلن انتصاره النهائي على الإسلام السياسي، وطوى مرحلة سوداء كئيبة من تاريخه، وفتح صفحة جديدة لإقامة الجمهورية الثالثة، واستعادة روح ثورة الياسمين، وإقامة دولة العدالة والمساواة والحريات، ونبذ التطرف والإرهاب والفساد.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …