الشرق اليوم – وصل الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى السعودية يوم أمس الجمعة، للقاء العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وكان في استقباله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وكان بايدن وصل إلى مطار جدة في رحلة جوية قادما من إسرائيل.
بدوره قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان: إن بايدن سيناقش أمن الطاقة في لقاءاته بالسعودية.
وأوضح سوليفان: “سنناقش تسريع زيادة إنتاج الطاقة ونتمنى رؤية خطوات إضافية من قبل أوبك+ في الأسابيع المقبلة”، وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي، أن بايدن سيثير مسألة حقوق الإنسان خلال زيارته للسعودية.
من جانب آخر قال مصدر سعودي مسؤول لقناة “العربية” إن الرئيس الأميركي جو بايدن “تطرق لموضوع جمال خاشقجي بشكل سريع” خلال لقائه ولي العهد السعودي.
وأضاف المصدر أن ولي العهد أجاب الرئيس الأميركي: “ما حدث مؤسف، ونحن في المملكة اتخذنا جميع الإجراءات القانونية من تحقيقات، ومحاكمات لحين صدور الأحكام وتنفيذها. كما قامت المملكة بوضع إجراءات تمنع حدوث مثل هذه الأخطاء مرة أخرى في المستقبل”.
وأضاف المصدر أن الأمير محمد بن سلمان ذكر أن مثل هذه الحادثة تحدث في أي مكان في العالم، كما أنه في نفس العام الذي حدثت فيه هذه الحادثة المؤسفة، قُتل صحافيون آخرون في أماكن أخرى من العالم.
كما قال ولي العهد إن الولايات المتحدة قامت أيضاً بعدد من الأخطاء كحادثة أبوغريب في العراق وغيرها من الأخطاء، إلا أن المطلوب هو أن تتعامل هذه الدول مع هذه الأخطاء وتتخذ إجراءات تمنع حدوثها مجدداً.
كما أشار ابن سلمان لحادثة مقتل الصحافية الأميركية، شيرين أبوعاقلة، وتساءل عن ما قامت به الولايات المتحدة الأميركية ودول العالم من إجراءات بشأنها.
وأضاف المصدر السعودي أن بايدن تطرق خلال اللقاء “للقيم المشتركة”، وأجابه ولي العهد: “كل دول العالم – وبالذات الولايات المتحدة والمملكة – لديها العديد من القيم التي تتفق بشأنها وعدد من القيم التي تختلف فيها، إلا أن القيم والمبادئ الصحيحة والجيدة دائماً ما تؤثر على شعوب الدول الأخرى، بالذات في الوقت الذي نرى فيه ترابطاً بين شعوب العالم بشكل غير مسبوق”.
وتابع: “في المقابل، فإن محاولة فرض هذه القيم بالقوة له نتائج عكسية كبيرة، كما حدث في العراق وأفغانستان والتي لم تنجح فيهما الولايات المتحدة. ولذا فإن من المهم معرفة أن لكل دولة قيماً مختلفة ويجب احترامها. ولو افترضنا أن الولايات المتحدة الأميركية لن تتعامل إلا مع الدول التي تشاركها القيم والمبادئ 100% فلن يبقى للولايات المتحدة من دول تتعامل معها سوى الناتو، ولذا يجب علينا التعايش فيما بيننا بالرغم من الاختلافات التي نعيشها”.
السعودية والولايات المتحدة توقعان 18 اتفاقية ومذكرات تعاون
من جانب آخر وقع وزراء الطاقة والاستثمار والاتصالات والصحة في السعودية مع نظرائهم الأميركيين 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة
وقع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ووزراء الاستثمار والاتصالات والصحة في السعودية مع نظرائهم في الولايات المتحدة 18 اتفاقية ومذكرات للتعاون المشترك في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”، تأتي تلك الاتفاقيات في ضوء ما توفره “رؤية المملكة 2030” بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من فرص واسعة للاستثمار في القطاعات الواعدة، وبما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
ومن بين الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، 13 اتفاقية وقعتها وزارة الطاقة، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وعدد من شركات القطاع الخاص، مع مجموعة من الشركات الأمريكية الرائدة، مثل شركة بوينغ لصناعة الطيران، وريثيون للصناعات الدفاعية، وشركة ميدترونيك، وشركة ديجيتال دايجنوستيكس، وشركة إيكفيا في قطاع الرعاية الصحية، وعدد آخر من الشركات الأميركية المتخصصة في مجالات الطاقة والسياحة والتعليم والتصنيع والمنسوجات.
كما وقعت الهيئة السعودية للفضاء مع وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، اتفاقية “أرتميس” لاستكشاف القمر والمريخ مع وكالة “ناسا”، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية.
ووقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع شركة (IBM) الرائدة في مجال التقنية الرقمية، وذلك لتأهيل 100 ألف شاب وفتاة على مدى خمس سنوات ضمن ثماني مبادرات مبتكرة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة مركزاً محورياً للتقنية والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما وقعت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مذكرة تعاون مع الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات الأميركية (NTIA)، تتضمن تعاون البلدين في مجالات تقنيات الجيل الخامس والجيل السادس، وذلك بهدف تسريع نمو الاقتصاد الرقمي وتعزيز وتيرة البحث والتطوير والابتكار في المنظومة الرقمية بالمملكة.
ووقع البلدان اتفاقية شراكة في مجالات الطاقة النظيفة، تتضمن تحديد مجالات ومشروعات التعاون في هذا المجال، وتعزيز جهود البلدين في نشر الطاقة النظيفة والعمل المناخي بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
كما وقعت وزارتا الصحة السعودية والأميركية مذكرة تعاون مشترك في مجالات الصحة العامة، والعلوم الطبية والبحوث، تهدف إلى دعم وتعزيز العلاقات القائمة في مجالات الصحة العامة بين الأفراد والمنظمات والمؤسسات، وتوحيد الجهود لمواجهة قضايا الصحة العامة والتحديات الطبية والعلمية والبحثية، وتبادل المعلومات والخبراء والأكاديميين، إضافة إلى التدريب المشترك للعاملين في المجالات الصحية والطبية، والتطبيق السليم لنظم المعلومات الصحية، والبحث والتطوير والابتكار الصحي.
الجدير بالذكر أن بايدن التقى مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في بيت لحم، بعد زيارة مستشفى “أوغستا فيكتوريا” في القدس الشرقية، حيث أعلن عن حزمة مساعدات بقيمة 100 مليون دولار للقطاع الطبي.
وكانت رحلة الرئيس الأميركي الشرق أوسطية بدأت في إسرائيل، حيث وقع “إعلان القدس للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل” وتعهدت فيه واشنطن أن تستخدم “جميع عناصر قوتها الوطنية لمنع إيران من حيازة السلاح النووي”.
المصدر: وكالات