الشرق اليوم – قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مقال نشرته صحيفة Washington Post: إن زيارته المقبلة إلى السعودية والتعاون مع المملكة مهمة لمواجهة روسيا والتغلب في المنافسة مع الصين وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف بايدن أن السلطات السعودية تعمل مع الإدارة الأمريكية لزيادة إمدادات النفط إلى السوق العالمية وخفض أسعار النفط.
وقال: “وظيفتي كرئيس هي الحفاظ على بلدنا قويا وآمنا. نحن بحاجة لمواجهة العدوان الروسي، وأن نكون في أفضل وضع للفوز بالمنافسة مع الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة مهمة من العالم”.
وأضاف: “للقيام بذلك، نحتاج إلى التفاعل مباشرة مع الدول التي يمكن أن تؤثر على نتائج مثل هذا العمل. والمملكة العربية السعودية إحداها”.
كما أشار إلى أن الغرض من الاجتماع المقرر عقده يوم الجمعة القادم مع القادة السعوديين هو تعزيز وتطوير “شراكة استراتيجية تقوم على المصالح والمسؤوليات المشتركة، مع الحفاظ على الالتزام بالقيم الأمريكية الأساسية”.
من جانب آخر علق الأمير السعودي، عبد الرحمن بن مساعد، على مقال بايدن، في سلسلة تغريدات عبر “تويتر” قائلا: “لم يراودني شك للحظة أن ما سينتهي إليه موقف الإدارة الأمريكية تجاه السعودية هو ما تضمنه هذا التصريح، وقلت هذا قبل عام مع الإعلامي طارق الحميد في برنامجه (الموقف)، فأمريكا بلد عظيم ودولة مؤسسات يديرها غالبا عقلاء ولا يحكمها قصيرو نظر، وأن قصر نظرهم لفترة وأخطأوا في حساباتهم يعيدون النظر فيها بما يحقق مصالح أمريكا في النهاية بعيدا عن شعارات ووعود تم التنصل منها لعدم واقعيتها، وإعادة النظر فيها تمت بالتدريج وهذا ممكن تفهمه، فتحول موقف معلن وحاد تجاه السعودية -حُسب بشكل خاطئ وكارثي ويضر بمصالح أمريكا- تحول هذا الموقف إلى موقف معاكس تماما طبيعي أن يصاحبه الارتباك والضبابية والحرج الشديد المفهوم لحفظ ماء وجه رئيس دولة هي الأقوى في العالم، وأن يكون هذا بالتدريج إلى أن يظهر بهذا الوضوح الوارد في التصريح الملغي لكل ما قيل سابقا بهذا الصدد ويعاكسه تماما”.
وأضاف بن مساعد: “السعودية بلد كبير وعظيم بموقعه ومكانته الإسلامية والعربية وباقتصاد قوي يؤثر في العالم، وهذا أمر لا ينكره إلا أحمق، والأهم أن الشعب متناغم ومتلاحم مع قيادته ويدعمها في كل الأوقات في يسر وشدة، وأثبتت الأحداث بفضل الله أن هذه العلاقة لا يمكن اللعب بها أو التأثير عليها رغم المحاولات التي لم تكل ولا تمل لعقود لإفساد هذه اللحمة الحقيقية. وأمريكا بلد عظيم وكبير وعلاقته بالسعودية تاريخية تعود إلى ثمانية عقود، منذ لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت، ومن يومها إلى الآن مرت هذه العلاقات بصعود وهبوط، ولكن الثابت فيها أن العلاقة بينهما استراتيجية ومفيدة لمصالح كليهما، ولا غنى عنها للبلدين، والحقيقة أن البلدين يحتاجان بعضهما البعض ولكن حاجة أمريكا (حاليا) للسعودية أكبر بكثير من حاجة السعودية لها (حاليا). كمواطن سعودي أرحب أجمل ترحيب برئيس أمريكا البلد الصديق والشريك التاريخي”.
وتابع: “وأقول للسيد بايدن نرحب بوصولك لنا ووصولك إلى قناعتك الحالية الصحيحة بوجوب تعزيز العلاقات مع السعودية، هذه القناعة وإن تأخرت قليلا لأسباب ذكرتها آنفا فالمهم أنها أتت ورسخت، وكما قيل أن تصل متأخرا أفضل -لمصالحك- من أن لا تأتي أبدا.. وأقول للسيد بايدن وغيره من قادة العالم، السعودية بلد كبير يستحيل تجاهله أو نبذه، وتكلفة هذا من كل النواحي لا يمكن لأحد تحملها، والسعودية تقدر صداقة أمريكا وحجمها وتأثيرها حق التقدير ولا تقبل إلا أن تكون العلاقة بين الأصدقاء ندية، وقد جرب آخرون أن لا يتعاملوا كذلك وكانت النتيجة ليست في صالح بلادهم أبدا، والأمثلة موجودة ولا تحتاج لسرد.. إن أتى بايدن للسعودية سيجتمع مع ملكنا، سلمان بن عبد العزيز، وسيجتمع مع ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، وآمل أن ينتج عن هذا ما صرح به بايدن وهو تعزيز الشراكة الأمريكية السعودية”.
وقال: “ما أنا متأكد منه أن السعودية ستقدم للصديق الأمريكي ما يعزز الشراكة بين البلدين إذا أرادت قيادتنا ذلك ووفق ما يخدم المصالح السعودية والمصالح الأمريكية، وإن رأت فيما يطلبه الأصدقاء الأمريكيون أمرا يتعارض مع مصلحة السعودية فسيسمع السيد بايدن كلمة (لا) وأسبابها بوضوح شديد وباحترام وندية كما يحدث بين الأصدقاء..الخلاصة: الزيارة المرحب بها هي لصالح أمريكا بالقطع لإصلاح ما أفسده تقدير خاطئ، ولأن العالم لا يستطيع تجاهل ثقل السعودية وتأثيره فهو في أشد الحاجة إليه دائما وأبدا، وتحديدا الآن.. ختاما للسعوديين: بلدكم بلد عظيم وكريم وقوي بالله أولا ثم بكم مع حكامكم، وأنتم شعب عظيم يغبط عليه حكامه، ولكم حكام عظام يغبط عليهم شعبهم، فالحمد لله على نعمة السعودية وعلى الشعب السعودي الكريم وعلى سلمان ومحمد، والاسمان لعمري لا يضاف لها لقب”.
المصدر: وكالات