الرئيسية / مقالات رأي / حتمية التقارب لمواجهة الأزمات

حتمية التقارب لمواجهة الأزمات

بقلم: سالم حميد – صحيفة الاتحاد

الشرق اليوم- يمر العالَمُ بمرحلة تحديات جديدة على المستوى الاقتصادي والاستراتيجي والصحي والأمني، كل ذلك دفع بعض الدول لتغيير تحالفاتها أو البحث عن تحالفات جديدة، أو ربما تغيير استراتيجيتها والانطلاق لتأسيس نهج جديد بهدف مجابهة التحديات التي يمر بها الجميع.

ولكي نسمي الأمور بمسمياتها، فنحن نتكلم عن الثلاثية التي تواجه العالم وهي: أزمة الاقتصاد المتمثلة بالتضخم وغلاء الأسعار والمخاوف من أزمة قد تشابه أزمات القرن الماضي، وأيضاً على الصعيد الأمني تأتي أزمة الحرب الروسية على أوكرانيا وانعكاساتها على العالم ككل، أمنياً واقتصادياً، والأزمة الثالثة متمثلة بوباء كورونا الذي يبدو أنه لم يفارقنا ولم نقلب صفحته بعد وسط مخاوف من أن يجدد الفيروس نفسه لينتقل إلى مرحلة جديدة، مع وجود مخاوف من ظهور أوبئة أخطر وأشد فتكاً.

وثالوث الأزمات هذا وضع جميعَ الدول في حالة من البحث عن طوق النجاة وتغيير قواعد اللعبة للخروج من عصر الأزمات بأقل الخسائر.ونحن في دولة الإمارات لطالما آمنا بلغة الحوار والانفتاح على باقي الدول، وتحقيق التواصل الفعال مع الجميع، أو ببساطة تفعيل العمل الدبلوماسي في عصر أشد ما تكون فيه الحاجة إلى التقارب مع الجيران والأصدقاء ومعظم دول العالم.

وقد ازدادَ هذا النهجُ فعاليةً في الفترة الأخيرة حيث نرى الحراك الدبلوماسي فعالاً ومستوى العلاقات مع الدول قد ارتفع وتَكثَّف. وعلى النحو نفسه تقريباً فإن معظم دول المنطقة تتجه نحو مرحلة جديدة من التقارب، حيث نرى حراكاً إيجابياً متصاعداً بين دول الشرق الأوسط، وهو أمر مبشر حيث لا بد أن ينعكس بشكل فعال على الاقتصاد الذي بدوره سيكون محركاً أساسياً للمرحلة المقبلة.

حالياً ستصمد الدول التي تتمتع بقدرة عالية على إدارة الأزمات وخلق ثقة في قدرتها الدبلوماسية والاقتصادية على تجاوز المرحلة الحالية، لذلك لا بد من التجهز والاستعداد، وبلغة أكثر وضوحاً يتعين علينا في هذه المنطقة من العالم أن نعيد ترتيب أولوياتنا، وأن نضع جميع الخلافات جانباً لنعمل سوياً على تفعيل العمل المشترك بغية النهوض بشعوب بلداننا، وأن نواجه الأزمات الأمنية والصحية والاقتصادية بقوة وحزم، كي لا يكون الوضع لدينا هو انعكاس لما سيحدث في الدول الكبرى أو أن تصدِّر تلك الدول أزماتها لمنطقتنا لتخفيف وقع الأزمات عندها.

لكل ذلك وجب أن نعيد تحالفاتنا ونبحث عن موارد جديدة، فنحن في هذه المنطقة نستطيع أن نخلق تكاملاً اقتصادياً وغذائياً وأمنياً وصحياً، فنحن نمتلك جميع الموارد، وإذا ما تحدثنا عن دول الخليج والعراق وبلاد الشام وتركيا وإسرائيل ومصر وحتى الدول المغاربية.. فكل هذه الدول تستطيع طي صفحات الماضي والعمل بشكل فعال لتحقيق نهوض شامل وتكامل في كافة المجالات، لمواجهة الأزمات الثلاث التي ذكرتها. التكامل بين دول المنطقة أصبح ضرورة وليس مجرد رفاهية أو خيارا ضمن مجموعة خيارات، فنحن بحاجة لهذه التحالفات الجديدة والابتعاد عن المشكلات والعمل على تصفيرها، لكي نعبر بأمان في عالم عاصف بالأزمات.

إن ما تعلّمناه من أزمة أوكرانيا هو ألا نكون في مهب الريح، وألا نتكل في أمننا الغذائي أو الصحي أو الأمني على جانب واحد. وهنا عندما أقول نحن فإني أقصد دول المنطقة ككل التي يجب أن تحقق التكامل لتوفير متطلبات الشعوب، وهو ليس بالأمر الصعب أو العسير، فلدينا في هذه المنطقة القدرات المالية والبشرية لتحقيق المستحيل ومجابهة الأزمات، وكل ما هو مطلوب من الدول هو الإرادة فقط.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …