بقلم: آدم تايلور – صحيفة “الاتحاد”
الشرق اليوم – خاض بوريس جونسون حملة قوية داعمة لخروج بريطانيا المثير للجدل من الاتحاد الأوروبي قبل وصوله لأعلى منصب في البلاد، ثم حصد لحزبه أغلبية هائلة تألفت من 80 مقعداً لحزبه في انتخابات 2019. لكن كل هذا لم يغفر له بعد الكشف عن إقامته حفلات أثناء إغلاق الجائحة في داونينج ستريت.
وبعد أن نجا جونسون من الاقتراع على سحب الثقة، يتوقع كثيرون أنه لن يستمر طويلاً في السلطة. فقد نجت سلفه، تيريزا ماي، من تصويت على الثقة بها بعد فشل صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2018. لكنها أُجبرت على الاستقالة في العام التالي. وفيما يلي بعض المتنافسين المحتملين على خلافة جونسون في منصب رئيس وزراء بريطانيا:
– جيريمي هانت: تراجع وزير الخارجية السابق إلى المقاعد الخلفية في البرلمان عام 2019 بعد محاولته تولي لقيادة حزب «المحافظين» خسرها أمام جونسون. وهانت البالغ من العمر 55 عاماً هو عضو منتخب في البرلمان منذ 2005. ولديه معرفة مؤسسية عميقة بالحزب والسياسة البريطانية، مترقيا المناصب السياسية في عهد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
وقضى هانت فترة طويلة كوزير للصحة قبل انتشار الجائحة. ثم أصبح وزيراً للخارجية في 2018 وتولى إدارة الاشتباكات السياسية مع إيران والصين. كان هانت الذي تلقى تعليمه في جامعة أكسفورد من دعاة البقاء في الجدل الدائر حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقبل خوضه غمار السياسة، عمل هانت لفترة وجيزة في اليابان ثم أدار لاحقًا شركة نشر تعليمية وأنشأ جمعية خيرية لمساعدة أيتام الإيدز في كينيا. وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال.
– ليز تروس: إذا تولت وزيرة الخارجية البالغة من العمر 46 عاماً، المنصب خلفاً لجونسون ستصبح ثالث امرأة في حزب «المحافظين تتولى هذا المنصب بعد تريزا ماي التي تولت المنصب في عام 2016، ومارجريت تاتشر التي تولت المنصب عام 1979.
ودرست تروس، مثل رئيستي الوزراء السابقتين، في جامعة أكسفورد، وحصلت على درجة علمية في الفلسفة والسياسة والاقتصاد. وانضمت إلى حزب «المحافظين»، ودخلت البرلمان عام 2010. وعملت في وزارات التعليم والبيئة والعدل. وتم تعيينها وزيراً لشؤون المرأة والمساواة عام 2019، ثم خلفت دومينيك راب في منصب وزير الخارجية عام 2021. وأيدت تروس البقاء في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء بريكسيت عام 2016، لكنها سرعان ما انضمت إلى مشروع الخروج بعد اتخاذ قرار المغادرة. وعملت سابقاً في صناعات الطاقة والاتصالات وهي محاسب إداري قدير. وهي متزوجة ولديها طفلان.
– توم توجندهات: يبلغ من العمر 48 عاماً، وهو عضو في البرلمان منذ عام 2015 ويشغل منصب رئيس اللجنة المختصة بالشؤون الخارجية بمجلس العموم. وقبل التحاقه بالسياسة، عمل صحافياً في لبنان وخدم في الجيش البريطاني. وخلال مسيرته العسكرية التي امتدت لعقد من الزمان، خدم في العراق وأفغانستان. يشتهر «توجندهات» إلى حد كبير بمواقفه المتشددة في السياسة الخارجية. فقد شارك في تأسيس مجموعة الصين للأبحاث في البرلمان التي تدعو إلى سياسة حكومية أكثر حسما مع بكين. وفرضت الصين في عام 2021 عقوبات عليه وعلى أعضاء آخرين في البرلمان.
وينحدر توجندهات من عائلة سياسية بارزة – والده قاض في المحكمة العليا، وعمه عضو في مجلس اللوردات. وأسرة والدته فرنسية وزوجته أيضاً فرنسية، ووالد زوجته دبلوماسي فرنسي. و«توجندهات» كاثوليكي، رغم أنه من أصول يهودية واشتكى من هجمات معاداة السامية خلال حملته الانتخابية لعام 2019. ولا يعتبر «توجندهات» حليفاً لجونسون، فقد دعم منافسه مايكل جوف في انتخابات قيادة حزب المحافظين لعام 2019.
– بن والاس: يبلغ من العمر 52 عاماً، وشغل منصب وزير الدفاع لثلاث سنوات، وأشرف على العمليات الاستراتيجية والتخطيط الدفاعي، وهو عضو بمجلس الأمن القومي، وعضو في البرلمان منذ عام 2005. التحق «والاس» بأكاديمية «ساندهيرست» العسكرية الملكية وتم تكليفه كضابط في الحرس الاسكتلندي في العشرينيات من عمره، وذهب إلى أيرلندا الشمالية وألمانيا وقبرص وأميركا الوسطى. كان والاس صريحاً في دعم أوكرانيا ضد روسيا في الحرب الدائرة.
وفي استطلاع أجرته «يوجوف» في الآونة الأخيرة على 506 أعضاء من حزب «المحافظين»، حصل والاس على أكبر دعم مسجلاً 12% بين المشاركين عندما سئلوا عن أفضل خيار لهم لخلافة جونسون. لكن 16% من المشاركين ذكروا أنهم لا يفضلون أياً من الخيارات المطروحة. وحين سئل في مايو عن استطلاعات الرأي التي أظهرت أنه «المفضل لدى الناس» ليحل محل جونسون، أجاب «والاس»، «أشك في أنني أريد أن أكون رئيس الوزراء، لكنني سياسي، لذا يمكنك قراءة هذه الإجابة كما تريد». وغرد «والاس» يوم الاثنين داعماً جونسون قائلاً إن الزعيم يتمتع «بثقته الكاملة».
– ريشي سوناك: ظلت الصحافة البريطانية تصف سوناك (42 عاماً) على نطاق واسع باعتباره المنافس الرئيسي لخلافة جونسون. وأصبح وزيراً للخزانة في عام 2020 مع تفشي الجائحة ليصبح بجوار جونسون، في 11 داونينج ستريت. ووالدا سوناك مهاجران من أصول هندية، والتحق بالمدرسة الداخلية المرموقة «وينشستر كوليدج»، ثم جامعة أكسفورد وجامعة ستانفورد. وعمل في التمويل في جولدمان ساكس وشركات أخرى قبل المشاركة في تأسيس شركة استثمار. وانتُخب سوناك لأول مرة لعضوية البرلمان في عام 2015. لكن نجمه تلاشى إلى حد كبير بعد الفضائح، بما في ذلك الخلاف حول وضع الملف الضريبي لزوجته المليارديرة. كما واجه انتقادات بسبب طريقة تعامله مع الاقتصاد.
ومع ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياته منذ 40 عاماً، شعر الكثيرون في بريطانيا – بما في ذلك ناخبي حزب المحافظين – بالضيق. وكتب سوناك على تويتر يوم الاثنين مؤكدا دعمة لجونسون مضيفا أن رئيس الوزراء «أظهر القيادة القوية التي تحتاجها بلادنا».