الرئيسية / مقالات رأي / جولة ولي العهد

جولة ولي العهد

بقلم: خالد الربيش – صحيفة “الرياض”

الشرق اليوم – تحظى تحركات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالاهتمام الاستثنائي من وسائل الإعلام المحلية والدولية، فضلاً عن شعوب الدول ورؤسائها، الذين يرون في ولي العهد شخصية مهمة، ومؤثرة في محيطيها الإقليمي والدولي، بما يملك من فكر حديث، ورؤية جادة تستشرف المستقبل، وإرادة قوية، وعزيمة لا تلين على قيادة المملكة والأمتين العربية والإسلامية إلى بر الأمان، متجاوزاً ما يشهده العالم من تجاذبات وتحالفات، تنذر بالأخطار المحدقة بدول منطقة الشرق الأوسط، وربما كوكب الأرض.

ومن هنا، تأتي جولة ولي العهد الخارجية، التي انطلقت البارحة، من أجل تنسيق الأدوار وترتيب الأوراق لمواجهة التحديات والعقبات التي قد تهدد مستقبل المنطقة واستقرارها، ولم يكن اختيار مصر لتكون المحطة الأولى في الجولة، من فراغ، وإنما لرغبة ولي العهد الصادقة بأن يكون التنسيق بين الرياض والقاهرة فاتحة تلك الجولة، التي تشمل عمان وأنقرة.

وتعد قمة ولي العهد مع الرئيس المصري الثانية خلال ثلاثة أشهر، بعد قمة جمعتهما في الرياض الثامن من مارس الماضي، إذ تدرك السعودية جيداً أهمية التنسيق المستمر والدائم مع مصر، باعتبارهما قطبي العالمين العربي والإسلامي، الأمر الذي عزز ويعزز العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين، ويرسخ أواصر القربى بين قادتيهما وشعبيهما على مر التاريخ، انطلاقاً من أواصر القربى والمصير المشترك، وكان هذا المشهد كفيلاً ببث الطمأنينة في نفوس شعوب المنطقة، ويؤكد لها أن هناك من يضمن لها السلامة والاستقرار من أي عبث خارجي.

ولا تقل زيارة ولي العهد إلى الأردن وتركيا أهمية عن جولة مصر، وفيهما يحرص ولي العهد على استعراض أوجه العلاقات مع عمان وأنقرة، وفرص تطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة في هذه الأوقات الحرجة التي يشهد فيها العالم حالة من عدم الاستقرار الناجم عن الحرب الدائرة حالياً بين روسيا وأوكرانيا، واحتمالية أن تتوسع دائرة تلك الحرب لتشمل دولاً أخرى ضمن تحالفات دولية، تهدد أمن العالم.

جولة ولي العهد تكتسب أهمية خاصة، كونها تأتي قبيل أقل من شهر من قمة جدة، التي تجمع الرئيس الأميركي، مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست والأردن ومصر والعراق، تلك القمة أراد ولي العهد التحضير لها جيداً، عبر التنسيق المسبق مع قادة بعض الدول، لضمان تحقيق أفضل المكاسب لدول المنطقة وشعوبها.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …