بقلم: سعيد حمود – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – يعيش سوق العملات الرقمية حالة من الذعر على خلفية التراجع الحاد خلال الفترة الماضية، ويزداد القلق الكبير مع فقدان أي عملة رقمية قيمتها، فعلى سبيل المثال هبطت عملة تيرا لونا Terra Luna بنسبة 99%، ووصلت إلى أقل من دولار واحد بعد أن كانت قيمتها تجاوزت 115 دولاراً، وهو ما أثر بشكل مباشر على عملات رقمية أخرى كانت تنعم بالاستقرار، كعملة التيرا دولار. وكلما ازداد هذا القلق، يهرع المستثمرون إلى التخلص من العملات الرقمية التي يمتلكونها، ما يفضي إلى مزيد من الهبوط بسوق هذه العملات.
من الجدير بالذكر أنه حسب تقارير حديثة، فقد بلغ إجمالي القيمة السوقية لكل العملات الرقمية مجتمعة حوالي 1.12 تريليون دولار في شهر مايو، وهذا يعادل نحو ثلث قيمتها في نوفمبر 2021، ما يعني تسجيل خسائر ضخمة بحدود 35%، خاصة في الأسبوع الأول من شهر مايو، بسبب قيام المضاربين بسحب أموالهم.
وعلى الرغم من تعافي بعض العملات بنسب متفاوتة فإن سوق العملات خسر الكثير خلال سبعة أيام من التداول في شهر مايو، وهنا تقفز تساؤلات عدة حول مستقبل هذه العملات ومدى الأمان الذي يحيط بها.
إن هذه العملات تعتمد في استقرارها بدرجة كبيرة على الإدراك والثقة، ومع تزعزع هذه الثقة، ينعكس ذلك على قيمة العملات الرقمية. ويمكن تشبيه ما حصل من خسائر للعملات المشفرة بـ«الأربعاء الأسود»، وهو اليوم الذي تسبب فيه المضاربون في انهيار قيمة الجنيه الإسترليني في 16 سبتمبر عام 1992. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا، هل هناك مساحة آمنة في سوق العملات الرقمية؟
إن ما حصل من تراجع حاد في العملات المشفرة أدى إلى ظهور أصوات تنادي بقوة بضرورة وضع إطار صارم لتنظيم هذا السوق، خاصة أننا إزاء منتج ينمو بوتيرة متسارعة، وهناك أخطار قوية قد تهدد الاستقرار المالي.
ختاماً، يمكن أن نستخلص أن مستقبل العملات الرقمية سيعتمد على كيفية استجابة المستثمرين للتقلبات السعرية، فحال عادت ثقة المستثمرين إلى هذه العملات زاد الاستقرار السعري وعزز من قيمة السوق.