الشرق اليوم – أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، أمس الأربعاء، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أن بلاده مستعدة لتعزيز العلاقات مع باكستان بشكل أكبر من منظور استراتيجي يتماشى مع تاريخ البلدين وصداقتهما وإمكانياتهما.
وقال أردوغان إن جذور روابط الصداقة والأخوة بين تركيا وباكستان تعود إلى أعماق التاريخ، مضيفًا:” لم ولن ننسى أبدًا دعم مسلمي جنوب آسيا لحرب استقلالنا، وتضحيات النساء الباكستانيات اللاتي تبرعن بمجوهراتهن خلال سنوات الكفاح الوطني في تركيا”.
ولفت إلى أن العام الحالي يصادف الذكرى الـ 75 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وباكستان، مبينًا أن لقاءه الثنائي مع شريف ومع الوفد الباكستاني بحثت بشكل كامل العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية وعالمية.
وأعرب عن سعادته حيال مشاريع التعاون الملموسة التي تم تطويرها مع باكستان في مجال الصناعات الدفاعية.
كما لفت أردوغان إلى أن حجم التجارة بين البلدين تجاوز لأول مرة المليار دولار منذ العام 2011.
وقال: “هدفنا الوصول إلى 5 مليارات دولار، ووثيقة الإطار الاستراتيجية والاقتصادية التي وقعناها في إسلام أباد في فبراير/ شباط 2020، شكلت أساس التعاون الوثيق في مجالات عديدة من التجارة إلى الصناعات الدفاعية”.
وأضاف الرئيس التركي: “نعمل خاصة من أجل تعزيز التعاون في قطاعات خدمية مثل السياحة والتعليم والخدمات اللوجستية والطيران المدني والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات”.
كما شكر السلطات الباكستانية حيال تدابيرها ضد تنظيم “غولن” في باكستان ودعم مكافحة تركيا له.
وأكد دعم تركيا لباكستان في كفاح كافة أشكال الإرهاب، معربًا عن ثقته بأن مكافحة إسلام آباد المستمرة للإرهاب عدو الإنسانية المشترك، ستتكلل بالنجاح.
وشدد أردوغان على أن إحلال الاستقرار في أفغانستان يحمل أهمية كبيرة في منع أنشطة الإرهاب بالمنطقة والتهديدات مثل موجات هجرة غير نظامية جديدة.
وقال: “نعمل معًا لمساعدة الشعب الأفغاني من أجل التخفيف من آثار الأزمة الإنسانية، فتركيا أرسلت 4 قطارات تحمل أكثر من 4 آلاف طن من المواد الإغاثية لأفغانستان، ونواصل التحضيرات من أجل إرسال القطار الخامس”.
وأوضح أن تركيا تواصل دعمها لحل قضية كشمير الرئيسية للاستقرار والسلام الإقليميين، بما يتماشى مع التطلعات المشروعة للكشميريين وفي إطار قرارات الأمم المتحدة.
من جانبه أكد شريف أن بلاده تقف دائمًا إلى جانب تركيا في مكافحة الإرهاب وأن عدو تركيا هو عدو باكستان.
وقال إن تركيا وباكستان شريكان طبيعيان، وأن الفرص والتحديات التي يواجهها كلا البلدين هي نفسها.
وشدد أن باكستان تدعم قضية شعب جمهورية شمال قبرص التركية ومطالبه المشروعة بشكل قوي دائمًا.
وقال شريف: “عدو تركيا هو دائمًا عدو باكستان، وقد كنا دائمًا ضد هذه التهديدات (ضد تركيا)”.
وتطرق شريف إلى العلاقات الثنائية، مضيفًا: “شريكتنا ودائمًا ستبقى كذلك، وعملنا معًا لعقود، وواصلنا العمل من أجل أهدافنا المشتركة لسلام واستقرار باكستان”.
وأوضح شريف أن جذور العلاقات بين باكستان وتركيا تستند على تراث ثقافي وديني مشترك.
وأضاف: “نعتبر علاقاتنا بمثابة أمانة مقدسة عهد بها إلينا أجدادنا، وسنتركها للأجيال القادمة”.
وبين شريف أنهم يخططون لعقد الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين خلال سبتمبر/ أيلول القادم في العاصمة إسلام أباد.
وأشار إلى أن تركيا حققت تقدمًا كبيرًا في مجالات مثل التجارة الإلكترونية والسياحة والتعليم والبنية التحتية والتنمية.
وقال إنهم سيكونون سعداء للغاية بتلقي دعم تركيا في مشاريع الطاقة المتجددة لا سيما في مجال إنتاج الطاقة الكهرومائية، وبالاستثمارات التي ستنفذها الشركات التركية في بلاده.
وتطرق إلى التعاون بين أنقرة وإسلام أباد في مجال الصناعات الدفاعية، مبينا أن بلاده تنتظر بفارغ الصبر مشاريع تركية جديدة في الصناعات الدفاعية.
وبين شريف أن الشعب الباكستاني ممتن لأردوغان على دعمه لقضية كشمير، لافتا إلى وجود صداقة وثيقة بين تركيا وباكستان، مؤكدا أن الروابط العاطفية بين البلدين تتجاوز العلاقات التقليدية بين الدول والمجاملة الدبلوماسية.
وأكد أن تركيا وباكستان تربطهما علاقات تاريخية وثقافية متجذرة.
الجدير بالذكر أن تركيا وباكستان، وقعتا 7 اتفاقيات بحضور أردوغان وشريف.
وشملت الاتفاقيات التي أبرمها البلدان، مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الإسكان، وبروتوكول تعاون في مجال إدارة الديون وآخر فني بين وزارة الخزانة والمالية التركية ووزارة الاقتصاد الباكستانية.
كما تضمنت مذكرتي تفاهم حول تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية، وحول التعاون الفني في مجال هندسة الطرق.
ووقع البلدان مذكرة تفاهم بين رئاسة الاستراتيجية والميزانية في رئاسة الجمهورية التركية وهيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص في باكستان، واتفاقية إطار برنامج تبادل المعلومات بين حكومتي البلدين.
المصدر: وكالات