بقلم: د. فايز أبو حميدان – الدستور
الشرق اليوم– هو مرض خطير للإنسان وناتج عن التهاب فيروسي نادر وحيواني المنشأ ينتمي إلى عائلة “Orthopoxvirus” والتي يتم انتقالها عن طريق القوارض مثل : الجرذان والفئران والسناجب الى القردة وتم اكتشاف هذا الفيروس عند القردة عام 1958 في احدى مختبرات الدنمارك.
وفي عام 1980 استطاع العالم القضاء التام على الجدري الكلاسيكي والذي يصيب الانسان وكان يعد هذا من اهم الإنجازات الطبية العالمية الناتجة عن حملة تطعيم عالمية، وقد أودى هذا المرض بحياة 300 مليون نسمة في القرن العشرين وكان اكثر الامراض انتشاراً بعد الطاعون في تاريخ البشرية .
عدد الحالات المسجلة عالمياً لهذا العام هي ما يقارب 100 حالة في 12 دولة حول العالم وقد انتقل المرض الى دول خارج القارة الافريقية وهي اسبانيا ، بريطانيا ، ايطاليا ، السويد ، سويسرا ، ألمانيا ، إسرائيل ، كندا ، استراليا وامريكا.
فموطن هذا المرض غرب افريقيا ووسطها لذلك يوجد نوعين من الفيروس: فيروس غرب افريقيا والذي بدأ اتشاره في الكونغو ونيجيريا والكاميرون وهذه الفصيلة انتقلت الى أوروبا وامريكا وهي متوسطة الخطورة ونسبة الوفيات فيها لا تزيد عن 3% ، أما النوع الثاني والمدعو فيروس متوسط افريقيا فهو أكثر خطورة ونسبة الوفيات حوالي 10% وخاصة الرجال ومن المتوقع أن يصيب الرجال المثليين أو مزدوجي العلاقة الجنسية، وهناك تكهنات بارتباط انتشار المرض بحفل كبير للمثليين جرى في منتصف الشهر الحالي في منطقة ماسبالوماس جنوب جزيرة غران كناريا وهي احدى جزر الكناري حيث شارك مئات الالاف في هذا الحفل، وتم رصد هذا المرض عند 30 مشارك في هذا الحفل أما الحالات الأخرى فقد كانت قادمة من دول إفريقية.
يتم انتقال المرض عبر لمس سوائل جسمية للمصابين مثل لمس الطفح الجلدي أو عبر دخول سوائل جسمية من جسم المريض الى شخص أخر وعبر العلاقة الجنسية، كما أن إمكانية انتقاله واردة في حالة تم أكل لحوم حيوانات مصابة .
ويتم التعرف على المرض عبر فحص PCR المعروف عند مرضى الكورونا، أما بالنسبة لأعراض هذا المرض فتتلخص في الإصابة بحمى مفاجئة واوجاع في الرأس والظهر وانتشار الطفح الجلدي وبذور وحبيبات جلدية وتضخم في الغدد اللمفاوية، كما ان مدة حضانة هذا المرض أسبوعين الى ثلاثة أسابيع.
الأجيال المولودة قبل عام 1980 تم تطعيمها ضد الجدري وهذا المطعوم يقي ايضاً من جدري القردة مدى الحياة ، ولكن يحبذ عند إصابة شخص بجدري القردة عزله ومتابعة المخالطين له واخذ الحيطة والحذر وخاصة عند ظهور الطفح الجلدي . ويحبذ ارتداء الكمامات والقفازات الطبية وتعقيم الايدي والاسطح للمصابين والمخالطين وتعقيم الاواني المستخدمة من قبلهم .
معظم حالات الإصابة تكون بسيطة الى متوسطة ويتم علاج الاعراض وفي كثير من الأحيان ينصح بإعطاء مضادات فيروسية مثل “Tecovirimat” أو” Cidofovir” واتخاذ إجراءات لمنع نشوء التهاب بكتيري إضافي.