بقلم: سلطان حميد الجسمي – صحيفة الخليج
الشرق اليوم- يمكن القول إن السنوات السبع الماضية هي الأسوأ على اليمنيين بسبب الدمار الشامل الذي لحق بهم وبلدهم جراء ممارسات جماعة الحوثي بعد خروجهم على الشرعية والتمرد عليها، ما ألحق باليمن القتل والدمار والتشريد والفقر والجوع وانتشار الأمراض وانعدام الخدمات وتمزيق الجدار اليمني الداخلي والخارجي، وتحويل اليمن إلى بؤرة للإرهاب ومستنقعاً لقوى الشر الخارجية التي تستهدف اليمن وثرواته وموقعه.
ولترميم ما تبقى من هذا البلد العربي واستعادة وحدته، وإخراجه من قمم الدويلة إلى حالة الدولة، فإنه يحتاج إلى دعم المجتمع الدولي وتخليصه من قوى الشر وبناء اليمن موحداً بأبنائه من دون تدخلات خارجية، وقد حان الوقت لليمن بأن ينعم بالأمن والسلام، وهذا ما يطمح إليه الشعب اليمني، بعد أن وصل إلى حافة الهاوية جراء ما يعانيه من ظروف عصيبة، لكن الأمل يتجدد، لاسيما مع المحاولات الكبيرة التي تقوم بها الدول العربية ودول التحالف والأمم المتحدة والمنظمات الدولية لوضع الشعب اليمني في استقرار وأمل بالعيش الكريم.
عاش اليمنيون في صراع داخلي بسبب انقلاب الحوثي وتعاونه مع القوى الخارجية، هذان الطرفان مثلا خطراً كبيراً، ولعبا دوراً في تأجيج الحرب وانعدام الأمن.
واليوم وعلى الرغم من الهدنة المعلنة منذ مطلع شهر رمضان ما زال الحوثيون يرفضون الامتثال للمنطق والعقل، ويمارسون الابتزاز ولم يتقيدوا حتى الساعة بالهدنة وبنودها، ويواصلون انتهاكها في مختلف مناطق سيطرتهم، غير مدركين أو غير مبالين بالكوارث والمخاطر التي تواجه اليمن وما لحق به من تدمير للقطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها، وقد أصبح اليمن اليوم على حافة المجاعة. وقد حان الوقت لكي يتمتع الشعب اليمني بالاستقرار والأمان، وأن يعيش حياة كريمة.
إن التفاؤل والأمل باتا أقرب إلى التحقق من خلال التوافق الوطني الاستثنائي الذي حصل أخيراً، لأن لا مستقبل لليمنيين إلا في توحدهم وحرصهم على متابعة المسيرة التي اتخذها أجدادهم قبل مئات السنين؛ إذ كان اليمن أرض الحضارة العظيمة، وسوف تبقى بسواعد أبنائها المخلصين وبدعم الجهود العربية والأممية، وسوف تستمر الجهود للتوصل إلى تسوية جادة تحقق السلام والخير، وتجعل اليمن يعيش كأي دولة أخرى.
وفي مسعى حميد ومحاولة لإرجاع ما تبقى من اليمن وتوحيد صفوفه يسعى المجلس القيادي الرئاسي اليمني إلى تمديد الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة، وقد حظي ذلك بدعم كبير من الدول العربية، وكانت دولة الإمارات حرصت على تقديم كل الدعم لإكمال الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضم كل الأطراف، وتجتمع على طاولة واحدة لوضع أسس السلام وطي صفحة الماضي والعمل على وضع خطط جادة لجعل اليمن مستقراً وفي أمان بعيداً عن التدخلات الأجنبية التي أنهكت الشعب اليمني.
وهذه التطورات الأخيرة لقيت ترحيباً دولياً كبيراً. وبعد هذه السنوات من الحرب وتداعياتها لعل من الدروس المستفادة هي عدم قبول التدخلات الخارجية، لأن الحضن العربي وجهود دول التحالف هي التي توفر الاستقرار والأمن والأمان والتقدم والازدهار. فالدول التي نعمت بالحضن العربي هي الدول التي خرجت مما يسمى “الربيع العربي” قوية واستطاعت تجفيف منابع الإرهاب، ودحر المنظمات المتطرفة وكشفها وتقديمها للقضاء. واليمن أرض الحضارة تمتلك كل مقومات النجاح، وهي قادرة على تجاوز ما لحق يها من محن وأزمات كي تبقى أرض العروبة.