بقلم: خالد الربيش – صحيفة “الرياض”
الشرق اليوم – الأمر الملكي الكريم بتعيين عادل بن أحمد الجبير مبعوثاً لشؤون المناخ بالإضافة إلى عمله، يعكس حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين في قضايا البيئة، ليس محلياً بل على مستوى العالم، وهو الأمر الذي بلورته مبادرتا السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر اللتان أطلقهما سمو ولي العهد.
كل هذه الجهود تؤكد حرص المملكة الشديد، وشعورها بالمسؤولية، من خلال مشاركة دول العالم مواجهة التحديات البيئية، والحد من ظاهرة التغير المناخي، والمحافظة على كوكب الأرض، خالياً من المؤثرات المدمرة للبيئة، إدراكاً منها بأن جميع الدول في مركب واحد، وعلى كل منها القيام بما ينبغي للمحافظة على البيئة، ومن هنا حرصت المملكة على الوفاء بالتزامها ومواكبة المعايير والاتفاقات الدولية، والسير على نهج البرامج المنبثقة عن المنظمات المتخصصة في هذا الشأن.
ومع انطلاق رؤية 2030 زاد اهتمام المملكة بالبيئة والتنمية المستدامة، بعدما نصت الرؤية على الاستثمار الأمثل في الثروات المائية عبر الترشيد، واستخدام المياه المعالجة والمتجددة، والعمل على حماية الشواطئ والمحميّات، وإدارة النفايات بالشكل الأمثل.
جهود المملكة في حماية البيئة مسلسل لا ينتهي، فبالأمس البعيد، وتحت رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نظمت الرياض قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وأعلنت إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وأطلقت مبادرتين للمناخ بـ39 مليار ريال، تساهم فيهما بـ15% منهما، وبالأمس القريب، يتكرر المشهد نفسه، وتشهد الرياض تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان إقامة المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير، الذي ينظمه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، في خطوة جديدة من المملكة، للمحافظة على البيئة، وحمايتها من التغير المناخي والتصحر.
ويعول على المعرض، التعريف بنماذج النجاح المطبقة عالمياً في المحافظة على البيئة، والجمع بين كبار المستثمرين وقادة الشركات وصناع القرار ومقدمي الحلول التقنية وقادة الصناعة الخضراء المهتمين بالمناخ والقضايا البيئية، ويضاف إلى هذا تطوير أدوات الاستدامة، وتوفير منصة لتشجيع الجهات الحكومية والمنظمات شبه الحكومية والشركات والمنظمات غير الربحية، التي تستهدف أصحاب المصلحة لمكافحة التصحر وزيادة الغطاء النباتي.
اهتمام المملكة بملف البيئة، تجسد أثناء رئاستها قمة مجموعة الـ20 التي شدد فيها خادم الحرمين الشريفين على مسؤولية دول المجموعة في الحفاظ على كوكب الأرض، والتصدي للتغير المناخي، وقبل ذلك، أطلقت المملكة في العام 2012 البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة، بهدف تقليل الانبعاثات ضمن مبدأ الاقتصاد الدائري للكربون.
واكتملت الجهود السعودية بالبيئة والمناخ، عبر مبادرات نوعية، اتسعت لتشمل المحيط الداخلي والمحيط الإقليمي، بإعلان الأمير محمد بن سلمان عن مبادرات “السعودية الخضراء”، و”الشرق الأوسط الأخضر”، و”الرياض الخضراء”، التي تهدف مجتمعة إلى زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة، و40 مليار شجرة في دول الشرق الأوسط، وتحويل العاصمة إلى بقعة كبيرة خضراء، وتقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 % من الإسهامات العالمية.