الرئيسية / مقالات رأي / شرق آسيا ومعادلة الاستقرار

شرق آسيا ومعادلة الاستقرار

بقلم: تاكاتوشي إيتو – صحيفة “البيان”

الشرق اليوم – لا يزال الاهتمام الجيوسياسي العالمي منصباً على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ولكن يبدو أن تحولاً كبيراً، وربما يكون أشد خطورة في الأمد البعيد، يجري الآن في شرق آسيا نتيجة للحرب. وبعبارات وتبريرات محددة، نجد أن الولايات المتحدة لن ترغب في المخاطرة بحدوث مواجهة مباشرة مع قوة نووية أخرى. وهذا نتبينه من خلال مواقف كثيرة في هذه الفترة أثبتت جلاء تلك الحقيقة.

بطبيعة الحال، تختلف الأوضاع في تايوان، وكوريا الجنوبية، وجزر سينكاكو اليابانية، تمام الاختلاف عن بعضها بعضاً. فهناك حالة حساسة وبطبيعة الحال، يجب أن تتحقق الموازنة بين احتياجات شتى الأطراف وان تكون واقعاً مؤكداً وفاعلاً، وربما أن الانسجام والوئام وإطفاء نيران الصراع أجدى الحلول لمنع أي تجاوزات أو حرب محتملة.

مؤخراً، زعم رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي أن الولايات المتحدة يجب أن تنهي سياسة «الغموض الاستراتيجي» في المنطقة، وأن تؤكد بوضوح تام أنها ستدافع عن الجزيرة ضد أي محاولة غزو صيني، لكن العوائق والأبعاد كثيرة هنا ويجب أن ندرك كافة الحسابات إذ ليس أضمن وأكثر فاعلية من السلام وعلاقات التوازن في الخصوص وحفظ سلام جميع الأطراف. إن هذه الحال تتأجج في منطقة حساسة ولا يجب أن يكون حلها بالتوتير فالموقف الأمريكي من الصين وتايوان يجب أن يكون لصالح المنطقة.

وبالمقابل، تؤكد آراء أن احتمال فرض عقوبات اقتصادية أمريكية هو وحده الذي قد يردع الصين.

الواقع أن مثل هذا الردع شديد الحساسية وتجدر الإشارة إلى أنه يحوز جملة أبعاد مستقبلية. وربما أنه لن يساعد على تثبيت الاستقرار في شرق آسيا. في الرابع والعشرين من مارس، اختبرت كوريا الشمالية صاروخها الباليستي الجديد العابر للقارات Hwasong-17، القادر على حمل رؤوس حربية نووية متعددة.

الوضع في المنطقة حساس، وهناك مجموعة صراعات فيها، وربما أن دعم طرف ضد الآخر مسألة حساسة. فمثلاً، تنخرط اليابان وروسيا في نزاع طويل الأمد حول الجزر الشمالية الأربع التي احتلها الاتحاد السوفييتي في أغسطس 1945 بعد أن أشارت اليابان إلى قبولها شروط الاستسلام التي أملاها الحلفاء في إعلان بوتسدام. على الرغم من هذا التاريخ الصعب، حاولت اليابان الدخول في مفاوضات ودية مع روسيا، ووعدتها بمشاريع تجارية مشتركة على أمل تأمين إعادة الجزر سلمياً، أو على الأقل إعادة الجزيرتين الأصغر الأقرب إلى اليابان.

وعلينا أن ننظر أيضاً إلى التدخلات والإشارات والتلميحات والتهديدات الأمريكية في المنطقة بغالب الأحيان، وأيضاً إلى المهمة الطويلة التي نفذها أسطول بحري صيني روسي مشترك مؤلف من عشر سفن حربية حول الأرخبيل الياباني في أكتوبر 2021. كان المقصود من هذا بوضوح إرسال إشارة قوية إلى اليابان والولايات المتحدة، الملتزمة بالدفاع عن اليابان بموجب المعاهدة الأمنية الأمريكية اليابانية.

هناك مجموعة قوى وتوازنات.. ومجموعة صراعات تاريخية في المنطقة، لا بد أن يكون حلها بناء على قاعدة صلبة، ويجب أن نبحث عن الحلول الفاعلة السليمة.

الآن، يجب على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وتايوان التركيز على الأماكن التي يتعين عليها أن ترسم عندها خطوطها الحمراء في شرق آسيا، وفي الوقت نفسه لا بد لجميع الأطراف من الحرص على جعل آليات العمل المشترك فاعلة ومثمرة في صلب عملية الوئام وضمان حقوق الجميع.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …