الرئيسية / مقالات رأي / عمران خان.. ضمير باكستان

عمران خان.. ضمير باكستان

بقلم: فارس الحباشنة – صحيفة “الدستور” الأردنية

الشرق اليوم – عمران خان تمت تصفيته سياسيا لأنه عارض المشروع الأمريكي في باكستان.

وعمران خان وقف إلى صف روسيا في أزمتها مع أوكرانيا. وذهب عمران خان إلى الخروج من عباءة السيطرة والسطوة الأمريكية على القرار الباكستاني.

دفع عمران خان ثمن مواقفه الوطنية، وثمن تحرير باكستان من التبعية الأمريكية.

أمريكا تريد باكستان قاعدة عسكرية لتنفيذ مخططاتها في آسيا والعالم.

في أزمة تنحية عمران خان تبين كم أن المؤسسة العسكرية “الجيش” يمسك بالسلطة، وأنه موال لأمريكا ولا يخالف تعليماتها، ومن يخرج عن السرب يتم تصفيته سياسيا.

باكستان بحاجة إلى عمران خان، شخصية وطنية، وبنى شعبية عارمة، وانحاز إلى الفقراء والمهمشين، وكان قريبا إلى نخبة المثقفين وأهل الرأي، وصناع التغيير.

عمران خان من خارج الطبقة الفاسدة في باكستان، ورسم خطا في السياسة الباكستانية لن يموت ويختفي، وسوف يكون نقطة بداية ولحظة استئناف في السياسة الباكستانية.

رفض قاطع للتحالف الأعمى مع أمريكا، ورفض قاطع لتبعية باكستان لواشنطن وحلفائها من عرب وعجم، ورفض قاطع لأي تطبيع وانفتاح مع إسرائيل، واستدارة باكستانية نحو مربعها ومجالها الحيوي الآسيوي / الإسلامي.

السياسة الأمريكية تعاملت مع باكستان ساحة حرب. تم قتل ابن لادن وتصفيته وتحولت باكستان إلى ساحة عمليات عسكرية .. وقتل ابن لادن على الطريقة الأمريكية أثار غضب الباكستانيين الوطنيين، واعتبروه اختراقا للسيادة الوطنية.

عمران خان خسر معركته السياسية كرئيس للحكومة، ولكنه ربح الشارع والرأي العام .. واستطاع أن يؤسس لحالة سياسية شعبية من الصعب أن تموت وتنتهي لمجرد خسارته لرئاسة الحكومة وتصويت النواب ضده.

عمران خان بعيد عن مصالح طبقة متنفذة وطامعة في السلطة بباكستان، فهو يمثل وجه وروح باكستان الحقيقي .. ولعمران خان وجوه ونماذج كثيرة على امتداد الخط القاري الآسيوي والأفريقي واللاتيني والعربي .. قادة وطنيون ينبثقون من رحم شعوب واثبة وناهضة ومطالبة بالعدل والتحرر والسيادة الوطنية، والحكم الرشيد، والانفكاك من تبعية الأمريكان.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …