الرئيسية / مقالات رأي / خليفة.. قائد مسيرة التمكين

خليفة.. قائد مسيرة التمكين

بقلم: يونس السيد – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – على مدار 18 عاماً، لم يتوقف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، عن بذل الجهود الهائلة من أجل تطوير دولة الإمارات وإسعاد شعبها في كل المجالات، وإن كانت مساهماته وإنجازاته تمتد إلى سنوات طوال قبل أن يتسلم الراية، في الرابع من نوفمبر عام 2004، خلفاً لوالده، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويقود البلاد من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين.

خلال هذه الفترة القصيرة نسبياً، والتي تعتبر في عرف المخططين الاستراتيجيين مجرد خطتين تنمويتين، تبوأت الإمارات مراكز في مؤشرات التنافسية والتي هي المقياس المعياري لتقدم الأمم، فالطموحات لا حدود لها والرغبة في تحقيق الإنجازات كانت تشق طريقها إلى عنان السماء، إلى أن أصبحت الإمارات أول دولة عربية وإسلامية تصل إلى المريخ، وواحدة من دول قليلة لها السبق في عالم الفضاء. بعد توليه الحكم، أطلق الشيخ خليفة، طيب الله ثراه، خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة الإمارات لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة وضمان تحقيق الرخاء للمواطنين، منطلقاً سموه من أرضية صلبة شيدها الشيخ زايد، المغفور له بإذن الله، بجعل الإمارات منارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار. وخطت الإمارات، في ظل قيادته الرشيدة، خلال الانتقال إلى مرحلة التمكين، خطوات جبارة على كل الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة العربية، وهو ما انعكس على حياة الناس وعلى قطاع الأعمال وجذب الاستثمارات، لتصبح الإمارات حلم كل من يبحث عن النجاح والاستقرار والعيش الرغد. ولا عجب في ذلك، فقد كان سموه يقول: «عندما يفاخر الناس بإنجازات.. نحن نفاخر بأننا أبناء زايد الخير.. وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نحن نتحدث عن تاريخ من الخير بدأ مع قيام دولتنا».

والحقيقة أن الإمارات برهنت على قدرتها في مواجهة مختلف الصعاب والتحديات والقلاقل السياسية التي عصفت بالمنطقة، فقد تمكنت من تجاوز الأزمة المالية العالمية عام 2008، ثم جائحة كورونا، ومثل إصرارها على استضافة إكسبو 2020، وهو أكبر حدث تجاري عالمي، على مدار الأشهر الماضية، على الرغم من تحديات الجائحة، نجاحاً مذهلاً توقف عنده الجميع، وتأكيداً لقدرتها على جمع العالم مجدداً على رقعة جغرافية واحدة.

وسطرت دولة الإمارات في عهد الشيخ خليفة، المغفور له بإذن الله، منجزات استثنائية ونوعية دخلت بها إلى المستقبل، ووضعت رؤية استراتيجية شاملة للخمسين عاماً القادمة، وحظيت في نوفمبر الماضي على إجماع دولي عبر منظمة «اليونسكو» التابعة للأمم المتحدة كدولة للمستقبل ومحطة رئيسية لصناعته عبر اعتماد الثاني من ديسمبر اليوم الوطني للإمارات يوماً عالمياً للمستقبل. وخلال فترة التمكين أيضاً، شهدت الإمارات أضخم مشروع لتطوير التشريعات والقوانين الاتحادية، وبفضل قيادته الرشيدة تمكنت الإمارات من تجاوز الأزمات المالية والقلاقل السياسية التي عصفت بالمنطقة مع انتهاج سياسة خارجية نشطة تدعم مركز الدولة كعضو فاعل إقليمياً ودولياً. المسيرة مستمرة.. والإنجازات مستمرة بإذن الله.. وراية الإمارات ستظل خفاقة في ظل القيادة الرشيدة التي برهنت عن طموحات لا حدود لها.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …