بقلم: بريت ستيفنز – صحيفة “الاتحاد”
الشرق اليوم – ربما تنفست الصعداء عندما سمعت أن إيمانويل ماكرون هزم مارين لوبان بفارق 17 نقطة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأحد الماضي. كان فوز لوبان سيُعتبر بمثابة نعمة لقادة اليمين الشعبوي وكارثة لحلف شمال الأطلسي وأوروبا وفرنسا.
لقد صمد تيار الوسط لأن ماكرون كان يحكم من الوسط. لقد كان مكروهاً من أقصى اليسار وأقصى اليمين معاً، ولم يستطع إرضاء أولئك الأقرب إلى الوسط. لكنه أصبح أول رئيس يُعاد انتخابه في فرنسا منذ 20 عاماً.
وهناك درس من ذلك الحدث الفرنسي لإدارة جو بايدن و«الديمقراطيين» في الكونجرس، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالهجرة. وأصبحت المشكلة الآن حادة مع سعي إدارة بايدن لإنهاء سياسة إدارة ترامب التي دعت لـ«البقاء في المكسيك» في قضية أمام المحكمة العليا وفي نفس الوقت قبول توصية من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بجعل صلاحية استخدام المادة 42، والتي سمحت لسلطات الحدود بطرد المهاجرين غير الشرعيين، بأن تنتهي في 23 مايو المقبل.
لا يجب أن تعارضَ الهجرةَ كمسألة عامة لتكون لديك شكوك جديّة حول مسار الإدارة. لكن هل هناك بديل قانوني عملي ومتاح لتنظيم الهجرة من خلال إنفاذ المادة 42؟ وماذا يعني فشل الإدارة في السيطرة الفعالة على الحدود حول التزامها بفرض سيادة القانون؟ يجب أن تكون إثارة مثل هذه الأسئلة دعوة لاقتراح تشريع هجرة متوازن وعملي ومحاولة كسب «الجمهوريين» المعتدلين.
وكما ذكرت صحيفة «بوليتيكو»، الأسبوع الماضي، يعتقد البعض أن السياسة السرية للإدارة تتمثل في الدعوة إلى إنهاء المادة 42 لإرضاء التقدميين، مع الأمل في أن تقضي المحاكم باستمرارها، وهو ما فعله قاضٍ فيدرالي الاثنين الماضي، على الأقل مؤقتاً. ربما لم تكن القيادة من خلف القضاة المعينين من قبل ترامب هو ما انتخب الأميركيون بايدن للقيام به. وهو ما يعيدنا إلى مثال فرنسا.
عندما قام جان ماري لوبان بأول محاولة رئاسية له استناداً إلى برنامج مناهض للهجرة عام 1974، حصل على 0.75 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى. وعندما ترشحت ابنته مارين استناداً إلى برنامج مماثل هذا العام، حصلت على 41.5 بالمئة في الجولة الثانية. إنها عائلة متعصبة. لكن عقوداً من التظاهر بأن المتعصبين فقط هم مَن لديهم مخاوف بشأن الهجرة، جعلت علامتهم التجارية السياسية أقوى. كرئيس، تعامل ماكرون بشكل صحيح مع الهجرة، ليس لإضعاف مكانة فرنسا التاريخية كمجتمع مفتوح وصديق للقادمين الجدد، ولكن بالأحرى لإنقاذها.
لقد اتخذ إجراءات صارمة ضد بعض طالبي اللجوء، وطالب المهاجرين بتعلم اللغة الفرنسية والحصول على وظائف، واتخذ موقفاً متشدداً ضد «الانفصالية الإسلامية».
الرئيس ماكرون تعامل بشكل صحيح مع الهجرة، ليس لإضعاف مكانة فرنسا التاريخية كمجتمع مفتوح وصديق للقادمين الجدد، ولكن بالأحرى لإنقاذها.