الشرق اليوم – دعت واشنطن وأستراليا، جزر سليمان إلى عدم توقيع الاتفاق الأمني مع الصين، حيث اعتبرت الولايات المتحدة أن توقيع مثل هذه الاتفاق يشكل “سابقة مقلقة” لمنطقة المحيط الهادئ الأوسع.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، إن وفدا من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين سيتوجه إلى جزر سليمان؛ لإحباط تمدد بكين في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وأوضحت أن منسق منطقة المحيطين الهندي والهادئ في المجلس، كيرت كامبل، ومساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، دانيال كريتنبرينك، سيقودان الوفد الذي ستشمل جولته أيضا فيجي وبابوا غينيا الجديدة.
بدوره قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس: “على الرغم من تصريحات حكومة جزر سليمان، فإن الطبيعة الواسعة للاتفاق الأمني مع بكين تترك الباب مفتوحا أمام نشر جمهورية الصين الشعبية قوات عسكرية في جزر سليمان”.
وأضاف: “نعتقد أن توقيع مثل هذه الاتفاق يمكن أن يزيد زعزعة الاستقرار داخل جزر سليمان ويشكل سابقة مقلقة لمنطقة المحيط الهادئ الأوسع”.
وتابع أن جزر سليمان يمكنها أن تحصل على الدعم من خلال علاقتها الأمنية مع أستراليا التي أرسلت قوات إلى الأرخبيل العام الماضي في أعقاب اندلاع أعمال شغب هناك.
بدورها طلبت أستراليا، من رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسيه سوغافاري، عدم توقيع الاتفاقية مع الصين.
وأرسلت الحكومة الأسترالية وزير المحيط الهادئ، زيد سيسيلجا إلى هونيارا، عاصمة جزر سليمان، للقاء رئيس الوزراء شخصيا.
وقال سيسيلجا في بيان، إنه طلب من ماناسيه سوغافاري “النظر باحترام في عدم توقيع الاتفاقية والتشاور مع أسرة المحيط الهادئ بروح الانفتاح والشفافية الإقليميين، بما يتفق مع الأطر الأمنية في منطقتنا”.
وأضاف: “نرحب بالتصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء بأن أستراليا تظل الشريك الأمني المفضل لجزر سليمان، والتزامه بأن جزر سليمان لن تستخدم أبدا في قواعد عسكرية أو مؤسسات عسكرية أخرى لقوى أجنبية”.
بدوره أكد سوغافاره، سابقا أن معاهدة الأمن الجديدة بين بكين وهونيارا تتفق مع المصالح الوطنية لبلاده.
وقال في خطاب ألقاه في البرلمان الوطني: “ستسعى جزر سليمان للشراكة مع الدول الأجنبية الصديقة، وهذا جزء من استراتيجية أمننا الوطني”.
وأشار أيضا إلى أن حكومته ستواصل التعاون مع “الشركاء في المنطقة” لكن في المقام الأول ستضع “مصالحا في مجال الأمن”.
وأكد أنه بالنسبة لجزر سليمان “ستكون العلاقات مع الحلفاء في أستراليا ونيوزيلندا مهمة للغاية دائما” لكنه يجب على كلا البلدين أن تفهما وتحترما احتياطات دولة الجزيرة”.
وتابع: “لا تزال اتفاقيتها مع أستراليا في مجال الأمن ثابتة، لكن من الواضح أنه يجب علينا تطوير علاقاتنا مع الشركاء الآخرين، ولا يوجد هناك شيء سيئ في ذلك. نرى إهانة عندما يعتبرنا أحد غير قادرين على حل المسائل المتعلقة بسيادتنا والدفاع عن مصالحنا الوطنية الخاصة بنا”.
جزر سليمان تؤكد أنها لن تسمح ببناء قاعدة عسكرية صينية على أراضيها
كما أكد رئيس وزراء جزر سليمان، أن حكومته لن تسمح ببناء قاعدة عسكرية صينية على أراضي بلاده “طالما هي في السلطة”.
وقلل سوغافاره، من أهمية مخاوف أن تسمح الاتفاقية المبرمة مع الصين بتواجد قاعدة صينية في جنوب المحيط الهادئ، معتبرا تلك التقارير “معلومات مضللة يروج لها معلقون مناهضون للحكومة”.
وأضاف: “تدرك الحكومة التداعيات الأمنية لاستقبال قاعدة عسكرية، ولن تتهاون في السماح بمثل تلك الخطوة طالما هي في السلطة”.
وتابع: “إذا كانت الصين تسعى لإقامة قاعدة عسكرية لها في الهادئ لقامت بذلك إما مع بابوا غينيا الجديدة أو فيجي”، مؤكدا أن هاتين الدولتين هما من أوائل الدول في جنوب الهادئ التي أقامت علاقات ثنائية مع بكين.
وتنص الاتفاقية التي أبرمت بين الصين وجزر سليمان، وفق مسودة سربت على إجراءات تسمح بانتشار أمني وعسكري صيني في الجزيرة التي تشهد اضطرابات، والواقعة في جنوب المحيط الهادئ.
وتضمنت الاتفاقية بأنه “يمكن للصين، وفقا لحاجاتها وبموافقة جزر سليمان، إجراء زيارات للسفن والقيام بعمليات تموين لوجستية والتوقف والعبور في جزر سليمان”.
وتسمح أيضا للشرطة الصينية المسلحة بالانتشار بناء على طلب من جزر سليمان لإرساء “النظام الاجتماعي”.
الصين تعلن رسميا عن توقيع الاتفاق
بدوره أعلن متحدث وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، أن بلاده وقعت رسميا “اتفاقا أمنيا موسعا” مع جزر سليمان.
وقال إن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، ووزير الشؤون الخارجية والتجارة الخارجية لجزر سليمان، جيريمايا مانيلي، “وقعا مؤخرا اتفاقية إطارية حكومية دولية بين الصين وجزر سليمان بشأن التعاون الأمني”.
وأوضح أن الاتفاق “سيشمل تعاون بكين مع هونيارا في الحفاظ على النظام الاجتماعي، وحماية سلامة الناس ومساعدتهم، ومكافحة الكوارث الطبيعية، والمساعدة في حماية الأمن القومي”.
وشدد المتحدث على أن الاتفاق الأمني “جزء من التبادلات الطبيعية والتعاون بين دولتين مستقلتين وذواتي سيادة”، مشيرا إلى أن الاتفاق “سيكون واضحا شفافا ولا يستهدف أي طرف ثالث”.
المصدر: وكالات