الشرق اليوم- رغم الحرب الاقتصادية والمالية والسياسية والإعلامية الضارية التي تخوضها الدول الأوروبية والولايات المتحدة ضد روسيا، إلا أن التطورات السياسية الأخيرة في أوروبا تشير إلى أن روسيا ما زال لديها أصدقاء وحلفاء يسيرون في الاتجاه المعاكس للسياسة الأوروبية، وما زالوا يعتبرون موسكو حليفاً وصديقاً.
ففي المجر، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي تقع على مرمى حجر من الحرب الأوكرانية، حقق حليف، موسكو فيكتور أوربان، زعيم “حزب فيديس”، فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية التي جرت، يوم الأحد الماضي، على خصمه زعيم تخالف المعارضة، بيتر ماركي زاي، وبذلك يكون حقق فوزه الرابع على التوالي منذ عام 2010.
وأكد أوربان في خطاب النصر أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، هو “خصم”، معلناً بذلك انحيازه إلى جانب روسيا، ومؤكداً أنه “يدافع عن المصالح الوطنية الهنغارية”، وقال مخاطباً مؤيديه إنه “لم يكن لدينا هذا العدد من الخصوم”، ذاكراً منهم “بيروقراطيي بروكسل ووسائل الإعلام الدولية الرئيسية.. وأخيراً الرئيس الأوكراني”.
ومن البديهي أن انتصار أوربان وحزبه أصاب أوروبا بالصدمة والقلق، وربما بالإحباط، لأن أحد حلفاء الرئيس الروسي بوتين فاز في الانتخابات، فيما هي تسعى جاهدة لمحاصرة زعيم الكرملين بكل الوسائل المتاحة.
وكما حصل في المجر، فإن شيئاً مماثلاً حصل في صربيا، وهي عضو مرشح منذ عام 2012 للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إذ حقق زعيم صربيا، الكسندر فوتشيتش، فوزاً ساحقاً أيضاً، مع حزبه “التقدمي الصربي” في الانتخابات التشريعية التي جرت، يوم الأحد الماضي، بعد أن حصد أكثر من 60 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى. وقد أكد في خطاب له أن صربيا “ستستمر على طريق أوروبا، ولكن على طريق السلام والاستقرار والهدوء والازدهار الاقتصادي”، مشدداً على “علاقات الصداقة والشراكة مع روسيا”.
هذان الانتصاران لحليفين أوروبيين لموسكو يضعفان كثيراً الجهود الأوروبية لخلق حالة أوروبية معادية لبوتين، وكأن نتيجة هذه الانتخابات في البلدين الأوروبيين بمثابة رسالة تشير إلى عبثية ما فرضه الاتحاد الأوروبي من عقوبات عليه، إذ إن الاتفاقات الموقعة بين موسكو وبودابست تضع الأخيرة في مأمن من مشاكل الطاقة بعد الاتفاق على بناء مفاعلين نويين يضافان إلى المفاعلات الأربعة لمحطة “باكش1” التي جرى تشييدها بمساعدة الاتحاد السوفييتي السابق، وتوفر نسبة 50 في المئة من من احتياجات المجر من الطاقة الكهربائية، فضلاً عن وعد من الرئيس بوتين بتأمين احتياجات المجر من الطاقة لسنوات مقبلة، ما يوضح أن العلاقات بين البلدين تتجاوز التوجهات السياسية الأوروبية والأمريكية.
أما صربيا، فهي ترتبط بعلاقات قومية ودينية تاريخية مع موسكو، إضافة إلى علاقات اقتصادية متنامية، وعلاقات دبلوماسية تعود إلى عام 1838. وقد شهدت العاصمة بلغراد مؤخراً، تظاهرات مؤيدة لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، كما تعارض بلغراد فرض عقوبات على موسكو.
المصدر: صحيفة الخليج