بقلم: مريم البلوشي – صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – جلسات، أروقة تتحاور في طياتها العقول، وتساؤلات تسبق الأبواب التي تفتح وتغلق على كثير من التساؤلات، تحترم الاختلاف، تتقبل التغيير وتتأجج بين متحدثيها محاور ومواضيع لإعادة النظر في منظومة الاستقرار في شمولية تعيد صياغة الأفكار وتضع نصب عينها «ماذا يمكن أن نقدم لإنسان المستقبل»؟
الاستقرار؛ كان «الخط الأحمر» وصريحاً في الكثير من الأحاديث، ومتوارياً في بعض الجلسات في تأويل المتحدثين. لنعيد اليوم النظر للوضع حولنا، في نظرة ثاقبة، محللة ومتأنية صريحة لا تخشى البوح لكل العوامل التي تتأرجح فيها الأرقام والأسهم، وتتغير فيها أنماط الحياة وسبل البقاء على خط التميز دونما مساس بما يحتاج إليه البشر على هذه الأرض التي تعلن كل يوم «أحتاج لأن تتفقوا». الاستقرار في أشياء رئيسية لا نختلف عليها: الأمن والأمان، الغذاء والطاقة، التغيير المناخي، واستمرار توفر سبل الحياة التي يحتاج إليها كل البشر من تعليم وصحة.
الاستقرار والاتفاق على إرث الإبداع، إرث التاريخ والحضارات، وأن المواهب والحالة الثقافية المتزنة هي قوة في خلق اقتصاد إبداعي متوازن مع ما تطمح له استراتيجيات الدولة لتحقيقها؛ للانتقال من مركز للأعمال لمركز أكمل وأشمل وأعمق للمواهب والإبداعات التي تعيد تشكيل الأعمال بثقافة جديدة، من شأنها أن تضمن الاستقرار النفسي والاجتماعي لبيئة متزنة وواعية في إدراكها أن لا مستقبل للشعوب دونما احتضان عقولها، مواهبها ومبدعيها في كل المجالات وخلق أسس وحاضنات تعزز ثقتهم بأنفسهم وتستقطب لهم كل الفرص وتخرجهم من شرنقة المحدودية لآفاق عالمية تنبثق من تعزيز معارفهم وقدراتهم التي ستكون هي القوى المستقبلية في التغيير.
الاستقرار الحكومي، الإداري، وأن يكون هناك دائماً صفوف خلفية ننظر لها بعين المترقب والمستعد للتمكين ووضعهم في مواقع مهمة، ترصد لهم فرص التعليم واستيعاب حلقات رقعة «البازل» المتناثرة هنا وهناك، الوعي المجتمعي هو ثقافة يغفل عنها البعض، وهي الأهم في أن ننظر لكل جوانب ما نعمل فيه في صورة شمولية، في هذه القمة كانت المواضيع المتوازية والتي رأيتها متصلة هي ممرات معرفية تضيف للحريص على استثمار عقله إضافات، تخرجه لأفق جديد في إدراك ما يقوم به وكيف يجب أن يقوم به.
الاستقرار في الاستمرار، في طموحاتنا، أمنياتنا، وما نريده لأنفسنا، وطننا، ومحيط الأرض الأكبر. الاستقرار في استيعاب حاجاتنا واحتياجات غيرنا وأن لا نكون إلا جزءاً كبيراً من حدث التغيير الأكبر. شكراً لقادتنا والمنظمين والجنود المجهولين على قمة استثنائية في ختام «إكسبو 2020»، كان وداعاً يدعو إلى المستقبل في فرصه اللامحدودة بهمة إنسان أصيل.