بقلم: راجيف بهاتاشاريا
الشرق اليوم– أدى اعتقال خمسة إرهابيين من “القاعدة” في ولاية “آسام” الهندية الشمالية إلى تأجيج التوقعات حول وجود شبكة تابعة للتنظيم في أجزاء أخرى من البلد،
فبعد ساعات على عملية الاعتقال في 5 مارس، ظهر مدير مركز الشرطة في “آسام” على قناة إخبارية محلية وأعلن إطلاق تحقيق حول نشاطات هذه الجماعة بقيادة أهم وكالة تحقيق في البلد.
ثم طلبت وكالة التحقيقات الوطنية الهندية من وزارة الداخلية الإذن لفتح التحقيق الذي يُفترض أن يغطي ولايات عدة في أنحاء الهند، وحتى الآن كشف تحقيق الشرطة بعض التفاصيل عن الوحدة الناشطة في ولاية “آسام” منذ السنة الماضية، ووصلت المعلومات المتعلقة بنشاطات هذه الجماعة إلى فرع الشرطة الخاص في شهر سبتمبر من السنة الماضية، ثم بدأت حملة ناجحة للتسلل إلى الوحدة.
كان البنغلاديشي سيف الإسلام واحداً من المعتقلين، وهو يأتي من منطقة “نارايانجانج” في بنغلادش، دخل هذا الأخير إلى الهند عبر حدود بنغلادش في ولاية البنغال الغربية بمساعدة من جنّدوه، وقد تلقى تدريباً احترافياً كي لا ترصده الشرطة أو تقبض عليه.
وفق معلومات تلقاها فرع الشرطة الخاص، أخبر سيف الإسلام مساعديه المقرّبين بأن جلب الأسلحة والمرتزقة من الخارج إلى “آسام” في الوقت المناسب لتنفيذ العمليات ممكن.
ونظّمت هذه الجماعة جلسات تشاورية في أماكن عدة من ولاية “آسام” لتحديد القادة المسؤولين عن إنشاء خلايا نائمة، وتبرز أدلة على تلقي الأموال من الخارج ثم استثمارها في شركات متنوعة، فقد أسست هذه الجماعة شركة صُوَرية لإخفاء رحلات سفرها إلى ولايات مختلفة من البلد أو إلى بنغلادش.
تتعدد الحوادث اللافتة في السنوات الأخيرة وكانت تشمل ناشطين من تنظيم “القاعدة”، وفي 2014، أعلن أيمن الظواهري إنشاء فرع “القاعدة” في شبه القارة الهندية لنشر قضية الجهاد في جنوب آسيا، وكانت “آسام” من بين ثلاث ولايات هندية ذُكِرت في رسالته التي دعت الأمة الإسلامية إلى إطلاق الجهاد ضد أعدائها.
خلال السنة نفسها، اعتُقِل سحنور ألوم من منطقة “باربيتا” في “آسام” بسبب تورطه في تفجير قنبلة في ولاية البنغال الغربية. لقد كان عضواً في “جماعة المجاهدين في بنغلادش” وجنّد أربعة أشخاص آخرين للانضمام إلى المجموعة نفسها لكن تم اعتقالهم أيضاً.
في السنة الماضية، اعتُقِل عنصران جديدان من “جماعة المجاهدين في بنغلادش” وهما يحملان الأسلحة وأموالاً مزورة بالعملة الهندية في “دوبري” في ولاية “آسام”، فهذه المنطقة تحدّ بنغلادش وتظن الشرطة أن الجماعة الناشطة في “آسام” سبق أن أنشأت بعض الخلايا النائمة، لكن لم تضبطها الشرطة بعد.
تتقاسم ولاية “آسام” حدوداً طولها 262 كيلومتراً مع بنغلادش، وقد تم تسييج 201 كلم منها، وتنتشر أيضاً مساحات قابلة للاختراق على طول حدود الولاية وفي الولايات المجاورة، مما يسهّل عمليات التهريب والتسلل إلى البلد. تأثرت ولاية “آسام” سلباً بحركة الهجرة غير الشرعية من بنغلادش ونيبال على مر العقود الماضية، وتعود هذه الموجة في الأصل إلى حقبة الحُكم الاستعماري، كانت أعداد كبيرة من الهندوس والمسلمين، منهم بعض اللاجئين، تحتل مساحات شاسعة من الأراضي في “آسام”، مما أدى إلى اندلاع صراعات متكررة مع الجماعات المحلية. من المعروف أن عدداً كبيراً من الناس في هذه الجماعات غير مؤهل لنيل الجنسية بسبب المعايير التي فرضتها الحكومة الهندية والاتفاقيات القائمة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في “آسام”، وعجزت الحكومة أيضاً عن تفعيل آلية للتعرّف على الأجانب في هذه الولاية، علماً أن جزءاً كبيراً منهم يملك وثائق مزورة وفق بعض الادعاءات. تخشى وكالات الأمن الهندية أن تحصل الجماعات الإرهابية على دعم مجموعة من المسلمين المنحدرين من البنغال في ولاية “آسام”، هم مهاجرون غير شرعيين أو تأثروا بالأفكار المتشددة، فحدّدت تلك الوكالات بعض “المناطق الهشة” وشدّدت تدابير المراقبة هناك.
المصدر: صحيفة الجريدة