الرئيسية / مقالات رأي / قمة الذكاء الصناعي

قمة الذكاء الصناعي

بقلم: د. محمّد النغيمش – الشرق الأوسط

الشرق اليوم – صار في مقدور المستشفيات في بريطانيا التنبؤ بعدد المرضى المتوقع دخولهم يومياً لأقسام الحوادث والطوارئ، وذلك عبر برامج الكومبيوتر القائمة على تقنية الذكاء الصناعي؛ إذ ترصد هذه البرامج الجديدة المعلومات التاريخية، واتصالات هواتف الطوارئ، وحركة المرور، والطقس، ومعدل الإصابة بحالات فيروس «كورونا» يومياً، والعطلات، والتاريخ المرضي عموماً لتقديم أرقام وتنبؤات وُصفت بأنها «مذهلة» من ناحية المقدرة على التنبؤ بتفاصيل دقيقة، مثل أعمار من يتوقع قدومهم وذلك خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.

هذا المشروع ليس ترفاً أو تفاخراً، بل كما قال أحد مسؤولي هيئة خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا (NHS) لصحيفة «التايمز»، سوف تسهم معلوماته المتعلقة بالتوقعات اليومية «بتخفيض قوائم الانتظار وعددها 6.1 مليون مريض»… انتهى كلامه. وكشخص رأيت ذلك بنفسي أدرك صعوبة قوائم الانتظار وهي من أسوأ ما في النظام الصحي البريطاني. ليس هذا فحسب بل إنه بفضل الذكاء الصناعي، سوف «يخف الضغط على أطباء الطوارئ الذين سيجدون متسعاً من الوقت لإجراء الفحوصات الروتينية الضرورية وإنجاز الأعمال المتراكمة». وقد رأينا في جائحة «كورونا» كيف انتاب الهلع كل بلدان العالم خشية انهيار المنظومة الصحية، التي تعد الشريان الرئيسي لسلامة الشعوب وبقائها. وساهم الذكاء الصناعي أيضاً في حسن التنبؤ بالحاجة للأطباء في أوقات الذروة، فضلاً على الاستغلال الأمثل للأسرّة في المستشفيات. فعندما يُتوقع أن يكون الأسبوع المقبل مزدحماً فإن المنطق يقول إنه لا بد من المسارعة بإخلاء الغرف التي لم تعد تتطلب بقاءً أطول للمرضى لحفظ حياة وسلامة آخرين يُتوقع قدومهم.

وإذا ما كانت هناك توقعات بأن يخيّم الهدوء على أحد المستشفيات في حين يُتوقع أن تشهد مستشفيات أخرى أفواجاً كبيرة من المرضى، هنا يمكن تحويل الأطباء والطاقم التمريضي اللازم إلى المستشفيات المحتاجة.

وأنا أقرأ هذا الخبر قبيل انعقاد القمة العالمية للحكومات في دبي والتي أحضرها بدعوة من حكومة دولة الإمارات، كنت أتأمل تلك الجلسات التي كان في ثناياها نصيب وافر من مستقبل الذكاء الصناعي الذي سيغيّر حياتنا بصورة مذهلة يصعب أن يتخيلها الناس في الوقت الراهن. وهذا الخبر الذي زيّن صدر الصفحة الأولى لصحيفة «التايمز» اللندنية، دفعني للتساؤل: لماذا نحتفي بالخبر السيئ بالصفحة الأولى ونقبل الخبر المبهج على مضض رغم أنه يبث الأمل في نفوسنا؟!

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …