الشرق اليوم- كان من المقرر إجراء المناورات الأمريكية الأولى من نوعها هذا الشهر في القطب الشمالي، بمشاركة نحو 8000 جندي تقررت مشاركتهم قبل فترة طويلة من الغزو الروسي لأوكرانيا.
المناورات كانت مدفوعة جزئيا بتحركات روسيا العدوانية في السنوات الأخيرة لعسكرة القطب الشمالي، وهو جزء من العالم تشترك فيه الولايات المتحدة وروسيا في حدود بحرية طويلة.
وتنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في هذه المنطقة، ويجعل التدريب الذي يدور أحيانا حول البقاء في العراء في الليل “المهمة تحديا عقليا وجسديا” بحسب النقيب ويستون يانوني.
وتم إنزال قوات النقيب يانوني بالمظلات في المنطقة.
وقد فتح ذوبان الجليد البحري مسارات شحن جديدة، وتتطلع الدول إلى احتياطيات الهيدروكربونات والمعادن الهائلة تحت قاع البحر في القطب الشمالي.
ونتيجة لذلك، فتحت المعاهدات والمطالبات والمناطق الحدودية المعقدة التي تحكم المنطقة أمام نزاعات جديدة.
وتتزايد التوترات في المنطقة منذ سنوات، حيث تطالب الدول بحصص في طرق الشحن واحتياطيات الطاقة التي تصبح متاحة الآن نتيجة لتغير المناخ.
والآن، مع تحول النظام الجيوسياسي بعد غزو روسيا لأوكرانيا، فإن المنافسة على السيادة والموارد في القطب الشمالي قد تشتد.
على الساحل الغربي لألاسكا، تستثمر الحكومة الفيدرالية مئات الملايين من الدولارات لتوسيع الميناء في نومي، والذي يمكن أن يتحول إلى مركز في المياه العميقة يخدم خفر السواحل وسفن البحرية التي تبحر في الدائرة القطبية الشمالية.
ويتوقع خفر السواحل نشر ثلاث كاسحات جليد جديدة – على الرغم من أن روسيا لديها بالفعل أكثر من 50 كاسحة جليد قيد التشغيل.
وبينما نددت الولايات المتحدة بالتوسع العسكري العدواني الروسي في القطب الشمالي، فإن البنتاغون لديه خططه الخاصة لزيادة وجوده وقدراته، والعمل على إعادة بناء مهارات الطقس البارد التي أهملت خلال عقدين من الحرب في العراق وأفغانستان.
ونقل سلاح الجو العشرات من الطائرات المقاتلة من طراز F-35 إلى ألاسكا، معلنا أن الولاية ستستضيف “مقاتلات أكثر تقدما من أي موقع آخر في العالم”.
وأصدر الجيش الأمريكي العام الماضي أول خطة استراتيجية له “لاستعادة الهيمنة على القطب الشمالي”.
كما وضعت البحرية الأمريكية، التي أجرت هذا الشهر تدريبات فوق وتحت الجليد البحري داخل الدائرة القطبية الشمالية، خطة لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة، محذرة من أن الضعف هناك سيعني أن “السلام والازدهار سيواجهان تحديا متزايدا من قبل روسيا والصين، اللتين تختلف مصالحهما وقيمهما بشكل كبير عن مصالحنا”.
وأعطت روسيا، التي يقع البر الرئيسي الشرقي لها على بعد 55 ميلا فقط عبر مضيق بيرينغ من ساحل ألاسكا، الأولوية لسنوات لتوسيع وجودها في القطب الشمالي من خلال تجديد المطارات وإضافة قواعد وتدريب القوات وتطوير شبكة من أنظمة الدفاع العسكرية على الحدود الشمالية.
المصدر: The New York Times