الرئيسية / مقالات رأي / «داعش» ومخاطر العودة

«داعش» ومخاطر العودة

بقلم: يونس السيد – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – في صبيحة يوم 24 مارس/آذار 2019، وقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ليعلن أن تنظيم «داعش» الإرهابي هزم بنسبة 100%، بعد أن اقتلع من آخر معاقله الجغرافية في معركة شرسة استمرت شهراً في بلدة الباغوز قرب الحدود السورية العراقية، ليتبين لاحقاً أن «داعش» بأفكاره وخلاياه النائمة وحتى مقاتليه النشطين لا يزال يمثل تهديداً وجودياً، على الرغم من القضاء على اثنين من زعمائه منذ ذلك التاريخ.

بعد ثلاث سنوات على تلك الهزيمة التي أنهت «خلافته» المزعومة، لا يزال «داعش» يتشبث بحلم العودة ويحاول استعادة موطئ قدم له في المناطق التي خسرها في سوريا والعراق. فبعد تلك الهزيمة، انتشر ما تبقى من عناصره الفارين من القتال على امتداد الصحراء السورية العراقية، حيث بدأ بلملمة صفوفه وإعادة بناء قدراته القتالية.

أسئلة كثيرة تطرح، في الواقع، حول كيفية إعادة بناء هذه القدرات وحصوله على إمكانيات تسليحية أكثر تطوراً، ناهيك عن تمويله وتوفير دعمه اللوجستي، بعدما خسر كل شيء آنذاك. وخلال هذه الفترة، لم يتوقف «داعش» عن المناوشات وعمليات كر وفر، قبل أن تتطور هجماته من نصب الكمائن لقوافل الجيش السوري، ومهاجمة القوات الأمنية العراقية، إلى الانتقال لعمليات واسعة على غرار الهجوم الدموي الأخير على سجن غويران في الحسكة شمالي سوريا، الذي أوقع مئات الضحايا بين قتيل وجريح. هذا الهجوم الأخير أعطى مؤشراً واضحاً على سعي «داعش» للسيطرة على مناطق جغرافية، في تكرار لسيناريو عام 2014.

بعد ثلاث سنوات على هزيمته في الباغوز، يتزايد خطر عودة «داعش» الذي لم يعد تمدده يقتصر على البادية السورية العراقية، من شمال غربي سوريا إلى شمال شرقيها وحتى حدود محافظة السويداء ومنطقة التنف، ولا في صحراء الأنبار شمال غربي العراق، أو حتى في إقليم كردستان ومحافظات نينوى وصلاح الدين وجبال حمرين في الشمال، وديالي في الشرق، وإنما بدأت أخطاره تظهر في شمال إفريقيا وغربها وفي أفغانستان، ناهيك عن خلاياه النائمة في أوروبا ومناطق أخرى في العالم.

هذا يعني أن «داعش» الذي هزم بالفعل في 2019، لم يتم القضاء عليه، وأنه عاد ليطل برأسه من جديد سواء في المنطقة أو خارجها، وأن الهزيمة لم تتبعها معالجات أخرى، حيث البيئة والشرائح الاجتماعية التي أنتجت هذا التنظيم لا تزال كما هي، منبوذة ودون أن تجد أي اهتمام بالنهوض بأوضاعها وإخراجها من المعاناة.

كما أن التحالف الدولي الذي لا يزال يبرر وجوده بمحاربة الإرهاب و«داعش» لا يفعل شيئاً في الواقع، سوى القيام بغارات انتقائية تطيح بهذا القيادي أو ذاك، من دون أن ينهي أحلام «داعش» في العودة وتكريس نفسه من جديد رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية والدولية. إذ إن الهزيمة الفعلية لن تكتمل إلا بتمكين الدولة السورية من استعادة السيطرة على كامل أراضيها، وتقوية الدولة العراقية لمحاربة الإرهاب وتوجه الجميع إلى معالجة الظروف التي أنتجت هذا التنظيم قبل أن يندم الجميع.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …