الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
الشرق اليوم– نتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا، تداعيات اقتصادية ضخمة لم تؤثر فقط على روسيا وأوكرانيا وإنما أثرها طال العالم بأجمعه.
هناك تساؤلان مهمان حول هذه التداعيات الأول يتعلق بالتضخم الذي سببته الحرب من خلال ارتفاع أسعار النفط وزيت الطعام والقمح والأسمدة، والثاني تأثير الغزو على النشاط الاقتصادي العالمي، أم أن كليهما سيحصلان في الوقت ذاته.
وتعد روسيا منتجا رئيسيا للقمح، وكذلك تعتبر أوكرانيا مصدر مهم للحبوب والمنتج الخامس عالميا للذرة.
وتعتبر أوكرانيا وروسيا المنتجان الأول والثاني لبذور عباد الشمس وزيت عباد الشمس حيث يوفران أكثر من نصف حاجة السوق العالمية.
قالت مديرة مبادرة فن الحكم الاقتصادي في المجلس الأطلسي جوليا فريدلاندر: إن الآثار العالمية لتقلص الحبوب الروسية والأوكرانية “يمكن أن يكون لها تداعيات كبيرة على بلدان في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وحتى في أجزاء من آسيا”.
وأضافت: “مع ارتفاع أسعار هذه السلع في جميع أنحاء العالم، سيؤدي ذلك إلى حدوث تضخم في الأسواق الأقل استقرارا أيضا”.
روسيا أيضا مورد عالمي رئيسي للأسمدة وخاصة للبرازيل، التي تستخدمها لإنتاج فول الصويا والقهوة والسكر.
تضاعف مؤشر اسعار الأسمدة خلال العام الماضي وهو الآن في أعلى مستوياته على الإطلاق، مما سيؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
الغزو الروسي سيمثل عبئا على الاقتصاد العالمي لأنه يتسبب في تقليل استثمار الشركات وتقليل انفاق المستهلكين.
وتقول الخبيرة الاقتصادية دانا بيترسون: “نعتقد أن هناك تهديدا هائلا.. لقد قللنا من توقعاتنا لنمو الاقتصاد العالمي.. هناك في الأصل نمو بنسبة 3.9 في المئة لهذا العام، لكننا خفضناه لنحو 3.5 في المئة، أي ما يقرب من نصف نقطة مئوية”.
بالنسبة للولايات المتحدة على وجه التحديد، فإن هناك إجماع أن الضرر لن يكون شديدا لوجود طلب كبير من المستهلكين على الطاقة.
تشير التوقعات إلى أن أسعار النفط يجب أن تتجاوز 200 دولار لإحداث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
لكن يمكن أيضا أن يكون هناك تضخم ونمو بطيء في نفس الوقت.
تؤكد بيترسون أن “التضخم المرتفع سيؤثر على طلب المستهلكين.. “وإذا كان لديك طلب أقل، فهذا يعني انخفاض في الاستهلاك وهذا بدوره سيقلل من نمو الناتج المحلي الإجمالي”.
المصدر: الحرة
