الشرق اليوم- عن كثب شديد، العالم أجمع يتابع الحرب الروسية الأوكرانيا، فقد أدركت الدول أن آثار هذه الحرب لم تطل فقط روسيا وأوكرانيا وإنما طالت الجميع، كما بات القلق والخوف سيد الموقف من مدى سعي روسيا لاستخدام أسلحة دمار شامل في حربها.
أثارت روسيا مراراً احتمال استخدام أسلحة نووية، في الوقت الذي تكافح فيه للتغلب على الجيش الأوكراني، وقال الكرملين: إنّ مثل تلك الأسلحة لن تُستخدم إلا في حال “التهديد الوجودي”.
وعلى أثرها تعالت خلال الأيام الماضية أصوات دولية تحذر وتهدد من استخدام موسكو لأسلحة الدمار الشامل في حربها ضد أوكرانيا.
التحذيرات من استخدام أسلحة الدمار الشامل
وجه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ، تحذيرات لروسيا من استخدام السلاح النووي في حربها ضد أوكرانيا.
وحذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، موسكو، من استخدام أسلحة دمار شامل في أوكرانيا، مؤكدا أن ذلك سيقابل برد حاسم من المجتمع الدولي.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت، أن المستشار الألماني أولاف شولتس، حذر بوتين على نحو صريح، من استخدام عوامل حرب كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا.
ووجهت القوى الاقتصادية السبع الكبرى، يوم الخميس الماضي، تحذير إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استخدام أسلحة نووية أو ذرية في الحرب على أوكرانيا.
كما من المنتظر أن يشدد قادة المجموعة السبع على مواصلة فرض عقوبات وخيمة على روسيا عبر “التنفيذ الكامل للعقوبات التي فرضتها الدول بالفعل” أو إضافة عقوبات جديدة.
تكهنات واحتمالات
قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: إن موسكو تُعطي الأوليةَ للاستعداد القتالي لقوات الردع النووي، الأمر الذي اعتبره الرئيسُ الأوكراني تهديدا صريحا لبلاده من قبل روسيا باستخدام السلاح النووي.
ويوم الخميس الماضي، اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بأنها تستخدم “قنابل فوسفورية” في أوكرانيا، وقتل بسببها بالغون وأطفال
وفي نفس السياق، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، خلال مقابلة أجراها مع صحافي ياباني الأسبوع الماضي: الذي سمح لبوتين بإطلاق الهجوم على كييف من أراضي بيلاروسيا، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يجب أن يرضخ لمطالب بوتين قبل فوات الأوان.
وأضاف: “إذا رفض زيلينسكي هذا الطلب، فسيضطر للتوقيع على اتفاقية استسلام خلال فترة قصيرة، فروسيا لن تخسر هذه الحرب… كيف تنتهي الحرب حين يفوز بها طرف واحد؟ اليابان تعرف الجواب أكثر مني”.
ووفقا لتقرير لصحيفة الغارديان، إن القادة الغربيون قلقين من أن فشل روسيا في تحقيق نصر سريع في أوكرانيا يعني أنها قد تفكر في تصعيد الأسلحة التي تستخدمها لتجنب حرب مدن دموية.
وأشار قائد سابق لقوة الأسلحة الكيماوية التابعة للناتو جوردون، إلى أن هناك نوعين محتملين من الهجمات الكيمائية على أوكرانيا، الأول: هجوم بالكلور أو الأمونيا، وستحاول موسكو الادعاء بأنه حادث صناعي. أما النوع الثاني: استخدام الأسلحة الكيميائية المصممة خصيصًا للقتل مثل غاز السارين أو”novichok”، وهو ما استخدم ضد المدنيين السوريين في 2017.
وقد صرح مسؤولون أمريكيون أن اتهامات روسيا لأوكرانيا بأنها قد تستخدم أسلحة كيميائية هي كذبة قد تكون مؤشرا على أن موسكو ربما تلجأ هي لاستخدامها بالنظر لسوابق مماثلة.
وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع الأمريكي أن روسيا لجأت لأسلحة شديدة التدمير في أوكرانيا، معتبرا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحاول إعطاء بعض الزخم لقواته.
كما أن روسيا أعلنت سابقا، أنها استخدمت صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت في أوكرانيا، وزعمت وزارة الدفاع الروسية أنه “تم تدمير مخزون كبير من الوقود بصواريخ “كاليبر” التي تم إطلاقها من بحر قزوين، وكذلك صواريخ بالستية فرط صوتية.
تبعات استخدام أسلحة الدمار الشامل
وبالتدقيق لما ورد من تحذيرات، فيمكن القول إن استخدام روسيا لاسلحة الدمار الشامل يعني أن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل، فإن استخدام هذا النوع من الأسلحة يجيز لأطراف أخرى للدخول عنوة في هذه الحرب.
فقد صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الخميس، بأن الولايات المتحدة سترد إذا استخدمت روسيا أسلحة كيميائية في غزو أوكرانيا، مشيرا إلى أن الرد يعتمد على طريقة الاستخدام.
وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ إلى أن استخدام روسيا للسلاح النووي سينتج عنه تبعات واسعة.
وأفاد أن استخدام السلاح النووي سيغير من طبيعة الحرب مخاطبا روسيا “لا يمكنك الانتصار في الحرب النووية”. مشيرا إلى أن مسؤولية “الناتو” هو ضمان عدم انتقال نار الحرب إلى ما بعد الحدود الأوكرانية.
وأكد ستولتنبرغ أن الدول الأعضاء بالحلف ستتعهد بمساعدة أوكرانيا على التعامل مع أي استخدام للأسلحة الكيماوية متوقعا أن “يوافق القادة المجتمعون في بروكسل اليوم الخميس على توفير دعم إضافي بما في ذلك مساعدة في الأمن السيبراني، بالإضافة إلى توفير معدات لمساعدة أوكرانيا على الحماية من التهديدات الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية”.