الشرق اليوم- أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، يوم الأحد (20 مارس) أن نحو ربع سكان أوكرانيا قد أُخرجوا من ديارهم. وقدر البنك الدولي عدد سكان بنحو 44 مليون نسمة عام 2020. وذكر جراندي أن عشرة ملايين من سكان أوكرانيا تركوا منازلهم، نازحين إلى مناطق أخرى في البلاد أو لاجئين إلى دول أخرى. وذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين أن من بين هذا الرقم نحو 3.3 مليون لاجئ تدفقوا إلى البلدان المجاورة منذ الهجوم الروسي على بلادهم يوم 24 فبراير.
وتوجه معظم اللاجئين إلى بولندا حتى الآن، ولجأ أكثر من مليون شخص إلى دول مجاورة أخرى، مثل المجر وسلوفاكيا، وهناك أيضا نحو 185 ألف لاجئ توجهوا إلى روسيا. وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن 1.5 مليون طفل على الأقل من بين اللاجئين يواجهون مخاطر وصفتها بأنها “حقيقية ومتنامية”.
وذكرت يونيسف أن أكثر من 500 طفل غير مصحوبين بذويهم عبرو الحدود من أوكرانيا إلى رومانيا في ثلاثة أسابيع. وحذرت الوكالة التابعة للأمم المتحدة من أن القاصرين المنفصلين عن عائلاتهم “معرضون بشكل خاص للاتجار والاستغلال”.
وعلى طول الحدود الأوكرانية البولندية، امتدت طوابير منتظري الدخول لبولندا لأميال ولأيام طويلة في طقس شديدة البرودة. وأصبح الخروج الجماعي من أوكرانيا أزمة اللاجئين الأسرع تفاقما في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وتسمح أحدث إجراءات الاتحاد الأوروبي غير المسبوقة للأوكرانيين بالحماية المؤقتة في أي مكان في التكتل المؤلف من 27 دولة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وهذا الإجراء يتخطى نظام اللجوء الذي ترك فارين آخرين من أفريقيا والشرق الأوسط في وضع مجهول لسنوات طويلة. ونظمت السلطات المحلية ومتطوعون في بولندا مراكز لاستقبال اللاجئين. ويرقد كثيرون من اللاجئين الأوكرانيين على أسرة صغيرة في غرف مفتوحة. وطالب مسؤولون في المدن البولندية، منها العاصمة وارسو، بالحصول على المساعدة ويحذرون من أن مراكز الإيواء بلغت أو كادت تبلغ سعتها القصوى مع اقتراب أماكن الإيواء على النفاد.
وتم إجلاء آلاف الأوكرانيين من مدنهم المحاصرة أو التي أصابها الدمار إلى مناطق أخرى من البلاد عبر “ممرات إنسانية” متفق عليها بين كييف وموسكو أثناء نوبات وقف إطلاق النار المؤقت.
ومن بين الذين تم إجلاؤهم بعيدا عن خطوط القتال الأمامية في الأيام القليلة الماضية، سكان مدينة ماريوبول المينائية في جنوب البلاد والتي تحول فيها هجوم دموي إلى قتال في الشوارع.
ونقلت تقارير صحفية قصص محاصرين في المخابئ يعانون من ندرة الغذاء وانعدام الكهرباء أو الماء بينما تزايد عدد الضحايا. وذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أوكرانيا أنه رصد أكثر من 900 قتيل مدني، بينهم 75 طفلا، ورصد أيضا 1459 جريحا. لكن المكتب ذكر أنه يعتقد أن “الحصيلة الفعلية أعلى من هذا بكثير”.