الرئيسية / دراسات وتقارير / Le Temps: أسلحة محظورة تمتلكها روسيا

Le Temps: أسلحة محظورة تمتلكها روسيا

بقلم: سيمون بتيت

الشرق اليوم- مع تباطؤ تقدمها في هجومها على أوكرانيا، بدأت روسيا تستخدم أسلحة جديدة توصف بأنها “قذرة”، وقد تلجأ إلى استخدام أنواع أخرى مع استمرار الحرب، فما أخطر الأسلحة الروسية المعروفة؟

قام الجيش الروسي بإطلاق صواريخ فرط صوتية على أهداف بأوكرانيا أمس الأحد، وإعلان موسكو عن ذلك رسميا.

ودائما ما تتبجح موسكو بأن هذه الأسلحة -التي اختبرت منذ عام 2018 ولكنها لم تستخدم قط في ساحة المعركة- بفضل سرعتها يستحيل اعتراضها، وهو ما يشكك فيه الخبراء.

إذا يتبين أن روسيا تمتلك أسلحة مدمرة أخرى، قد تميل إلى استخدامها لكسر المقاومة الأوكرانية، وعرض 6 أمثلة منها بترتيب تصاعدي للرعب، حسب وصفه.

أولا: الذخائر العنقودية أو الأسلحة البعيدة عن الدقة

ينسب الكاتب إلى منظمة “هيومن رايتس ووتش” (Human Rights Watch) غير الحكومية اتهامها للقوات الروسية بأنها قصفت مدينة ميكولايف الأوكرانية بالقنابل العنقودية في 3 مناسبات: في 7 و11 و13 مارس/آذار الحالي.

وأضافت المنظمة أن آخر تلك الهجمات أدت إلى مقتل 9 مدنيين، على ما يبدو، كانوا يقفون في طابور خارج ماكينة صراف آلي، حسب ما كتبته المنظمة غير الحكومية.

وذكرت أن الرأس الحربي الذي أطلقته المدفعية الروسية على ميكولايف تشظى أثناء الطيران وتطايرت منه عشرات القنابل الصغيرة التي يمكن أن تقتل في منطقة بحجم ملعب كرة قدم.

وقالت إن تجربة الصراعات الأخرى، التي استخدمت فيها الولايات المتحدة في العراق وإسرائيل في لبنان هذه الذخائر، أظهرت أن بها معدلا عاليا من الأخطاء.

وذكر الكاتب أن هذه الأسلحة مثلها في ذلك مثل الألغام الأرضية، محظورة في جميع دول العالم، لكن بعض الدول، مثل الولايات المتحدة والصين والهند وكذلك روسيا وأوكرانيا لم تصدق على الاتفاقية الدولية في عام 2008 التي تحظر هذه الأسلحة.

ثانيا: الفوسفور الأبيض الذي يحرق الأجسام

في 13 مارس/آذار الحالي اتهمت أوكرانيا روسيا بقصف مدينة في إقليم دونباس بالفوسفور الأبيض، من دون تقديم أي دليل على ذلك.

وهذه الأسلحة، حسب الكاتب، ليست جديدة، فقد استُخدمت أول مرة في الحرب العالمية الأولى، ثم استخدمتها الولايات المتحدة في حرب فيتنام.

ويشتعل الفوسفور عند ملامسته للهواء منتجا ضوءًا كثيفًا ودخانًا كثيفًا، فتنتج عن ذلك حروق فظيعة، ويحظر القانون الدولي استخدام هذه الأسلحة لكن فقط في المناطق المكتظة بالسكان، غير أن روسيا تجاهلت في عام 1999 ذلك، إذ استخدمت وهي حينئذ تحت قيادة الرئيس الشاب فلاديمير بوتين هذه الأسلحة في الشيشان، فقصفت بها العاصمة غروزني فكان لذلك تأثير نفسي كبير.

ثالثا: الأسلحة الحرارية.. كابوس المدن الأوكرانية

نشرت روسيا مركبات بها قاذفات أسلحة حرارية في أوكرانيا، كما اتضح من الصور التي التقطت على الحدود بين بيلاروسيا وأوكرانيا في اليوم الأول من الهجوم الروسي، كما أن التقارير التي تتحدث عن استخدامها في هذه الحرب آخذة في الازدياد.

وتحتوي هذه المقذوفات على وقود يشتعل عند ملامسته للهواء، وتنتج عنه كرة من اللهيب تمتص حرفيا الأكسجين من كل ما هو حي في المكان.

ويقول الكاتب إن الجيش الروسي استخدم بالفعل أسلحة حرارية للقضاء على أي مقاومة في غروزني، فالقنابل الحرارية فعالة بشكل خاص في اختراق المخابئ أو الملاجئ تحت الأرض، وهي مدمرة بالذات في المناطق الحضرية، وهذا هو السبب في أن سكان المدن الأوكرانية، الذين يتعرضون بالفعل لقصف مكثف، يطاردهم تهديد هذه الأسلحة.

ورغم خطورتها على كل ما هو حي فإن القانون الدولي لا يحظر استخدامها، وفقا للكاتب.

رابعا: الأسلحة الكيمائية و”الخط الأحمر” الأمريكي

يلفت الكاتب هنا إلى تحذير وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس الماضي روسيا من استخدام الأسلحة الكيميائية ضد أوكرانيا.

ويقول إن المخابرات الأمريكية كانت على صواب عندما كشفت استعدادات روسيا للهجوم على أوكرانيا، “فهل لديها عناصر تشي بتحضير موسكو لاستخدام محتمل لهذه الأسلحة”، كما يتساءل الكاتب.

ويلفت هنا إلى أن روسيا صادقت، كما هو حال كل دول العالم، على اتفاقية الأسلحة الكيميائية، بل إن موسكو تقول إنها انتهت من تدمير مخزوناتها في 2017.

خامسا: الأسلحة البيولوجية.. هدف كل الأوهام

تتهم واشنطن وموسكو بعضهما بمخططات قاتمة في ما يتعلق بالأسلحة البيولوجية، وقد اتهمت روسيا المعامل الأوكرانية بتطوير أسلحة بيولوجية بالتعاون مع الأمريكيين.

بل إن السفير الروسي أثار في 11 مارس/آذار الحالي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبجدّية بالغة، مسألة احتمال استخدام أوكرانيا الطيور أو الخفافيش المهاجرة كنواقل محتملة، وهو كذلك لا يستند إلى دليل.

وكانت روسيا والولايات المتحدة قد أبرمتا اتفاقية للأسلحة البيولوجية في عام 1972، لكن هذه المعاهدة لا تحظر البحث في هذا المجال لأغراض دفاعية.

سادسا: القنابل النووية التكتيكية.. آخر عتبة قبل نهاية العالم

يقول بتيت إن بوتين هدّد منذ الأيام الأولى للحرب على أوكرانيا باستخدام الأسلحة النووية، كما رفع مستوى التأهب للقوات النووية الروسية، من دون أن يعرف ماذا يعني ذلك بالضبط، إذ إن ذلك الجهاز في حالة تأهب دائم بحكم مهمته.

ورغم أن روسيا لم تستخدم هذا السلاح قط وتقول إنها تحتفظ به للرد فقط على أي هجوم مماثل على روسيا، فإن كلمات بوتين تلقي بظلال من الشك على استخدام هذه الأسلحة في ساحة المعركة الأوكرانية.

ورأى بتيت أن التمييز بين هذه الأسلحة النووية التكتيكية والصواريخ الإستراتيجية القادرة على قطع آلاف الكيلومترات لردع القوى النووية الأخرى تمييز سخيف وخطير، وفقا للخبراء النوويين، إذ إن هذه القنابل التكتيكية في الواقع مدمرة تماما كالتي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي في اليابان.

ورغم أن الخبراء يشككون في أن بوتين قد يلجأ إلى الضغط بالسلاح النووي، فإنهم يؤكدون أن الابتزاز النووي الروسي حدث فعلا، فقد منع الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين من المشاركة بشكل أكبر في الدفاع عن أوكرانيا التي “تتعرض لفيضان من الجحيم”.

شاهد أيضاً

هل انتهى محور الممانعة؟

الشرق اليوم– هل انتهى محور المقاومة والممانعة الإيراني؟ سؤال يصح طرحه بعد مرور أكثر من عام على …