الرئيسية / مقالات رأي / هل كانت الأسلحة البيولوجية سبباً في غزو أوكرانيا؟

هل كانت الأسلحة البيولوجية سبباً في غزو أوكرانيا؟

بقلم: محمد أحمد طنطاوي – اليوم السابع


الشرق اليوم – اتهامات استخدام الأسلحة البيولوجية بين روسيا وأوكرانيا لا يجب أن تمر دون التوقف والتساؤل حول حقيقة هذه المزاعم، وهل بالفعل استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية عدد من المدن الأوكرانية في إقامة معامل بيولوجية لإجراء تجارب حول أنشطة بعض الفيروسات ومسببات الأمراض؟ وهل كانت هذه المعامل السبب الحقيقي للعملية العسكرية التي قادتها موسكو في 24 فبراير الماضي وبدأت اليوم أسبوعها الثالث؟!
وزارة الدفاع الروسية كشفت نهاية الأسبوع الماضي أنها ألقت القبض على الطيور مرقمة، تم إطلاقها من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا في منطقتي إيفانوفو وفورونيج، موضحة أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفذ مشروعاً على الأراضي الأوكرانية لدراسة نقل مسببات الأمراض عن طريق الطيور البرية المهاجرة بين أوكرانيا وروسيا والدول المجاورة الأخرى، بهدف إنشاء آلية للانتشار السري لمسببات الأمراض الفتاكة، بينما نفت أمريكا رواية موسكو جملة وتفصيلاً دون أن تذكر تفاصيل.
بالفعل لا توجد أدلة واضحة حتى الآن حول استخدام الأسلحة البيولوجية على الأراضي الأوكرانية بدعم أمريكي أو أوروبي، لكن ما أثير خلال الأيام الماضية يحمل مخاوف حادة تهدد العالم، خاصة أن كييف لا يمكنها أن تربح الحرب أو تتصدى لجنود موسكو وفقا لقوانين القوى التقليدية، وقد تفكر فيما هو أخطر خلال الفترة المقبلة، حين تجد أن دولتها ستسقط، وعاصمتها في قبضة الروس، لكن هذا التكفير قد يخلق آثار كارثية ليس على روسيا أو أوكرانيا والدول المجاورة فقط، بل على العالم أجمع، خاصة أن الحرب البيولوجية لا تمنح أحد الفرصة لرؤية عدوه، فهي غير مرئية وسريعة الانتشار.
الحرب البيولوجية نتائجها جائحية، وتمتد إلى العالم كله، فما زلنا نعاني الآثار السلبية التي خلفها فيروس كورونا، خاصة أن هناك تقارير عديدة تشير إلى اعتبار كوفيد – 19 ومتحوراته ليس أكثر من فيروس تم تخليقه في المعامل البيولوجية، وفشلت محاولات السيطرة عليه، لذلك السلاح البيولوجي أشد خطراً وفتكاً من السلاح النووي، خاصة أن الأخير يمكن تجنب آثاره السلبية، ويمكن التنبؤ بنتائجه، واتخاذ الإجراءات المناسبة التي تقلل من حجم الخسائر، كما أن المتورط في إطلاقه سيصبح معلوما لدى كل دول العالم، بينما الجراثيم والميكروبات والفيروسات التي يتم إطلاقها في الهواء لا يمكن رؤيتها أو تحديد من أطلقها، وليس سهلاً أو بسيطاً إنتاج علاجات فعالة لها.
الأسلحة البيولوجية رخيصة الثمن، ولا تحتاج لجنود أو استعداد قتالي أو تدريبات ومعدات كما الأمر في الحرب التقليدية، لكنها تحتاج فقط إلى معامل متطورة، وخبرة في التعامل مع نواقل ومسببات الأمراض، لذلك غالباً ما تجريها الدول الكبرى خارج حدودها لدى حلفاء أو موالين لها، وهنا لا يمكن استبعاد استغلال أمريكا للأراضي الأوكرانية في إنتاج أسلحة بيولوجية متطورة، من خلال معامل بعدد من المدن يقع أغلبها على الحدود مع روسيا، كما أن تدمير مقرات في مدن بعينها يعزز من رواية موسكو حول استخدام أمريكا لأوكرانيا في إقامة تجاربها البيولوجية، وهذا يحمل مخاطر كبيرة على العالم أجمع.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …