كلمة صحيفة “الرياض”
الشرق اليوم – برغبة صادقة، ومبادرات نوعية تبذل المملكة جهوداً استثنائية في مواجهة التغيرات المناخية في العالم، إيماناً منها بأهمية المحافظة على كوكب الأرض سالماً وخالياً من كل المؤثرات السلبية التي تهدد الحياة فيه، وتؤمن المملكة بأن جهودها تلك تُعد واجباً يُمليه عليها ضميرها كدولة محورية في المنطقة والعالم، فضلاً عن كونها إحدى الدول المنتجة للنفط بكميات ضخمة.
لم تقتصر مبادرات المملكة في هذا الشأن على الداخل السعودي، عندما أعلنت عن مبادرة “السعودية الخضراء”، وإنما تجاوزت الحدود بالإعلان عن مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”، وسط ترحيب دولي، وثناء من قادة العالم الذين رأوا أن المملكة تقوم بأدوار نموذجية في ملف التغير المناخي، ينبغي أن تحتذي بها دول العالم.
وتهدف المملكة من وراء مبادراتها إلى الحد من الاحتباس الحراري، من خلال زيادة مساحة المسطحات الخضراء، ما يسهم في رفع نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي، ويقلل من ثاني أكسيد الكربون، كما تهدف إلى الوصول إلى الحياد الصفري للانبعاثات في العام 2060، من خلال نهج الاقتصاد الدائري الكربوني، وذلك من نافذة مبادرة «السعودية الخضراء» التي تزيد استثماراتها على 700 مليار ريال، وتهدف إلى رسم مستقبل أكثر استدامة في المملكة.
برامج المملكة وخططها في حماية البيئة، ظهرت بوضوح أكثر في منتدى مبادرة “السعودية الخضراء”، الذي أقيم في أكتوبر الماضي، وشهد الإعلان عن أكثر من 59 مبادرة سعودية بحجم استثمارات يفوق 185 مليار دولار، فضلاً عن قمة مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” بحضور قادة المنطقة، وأعلن خلالها عن تدشين حقبة جديدة من المبادرات للمنطقة، تسهم في مواجهة التغير المناخي.
تطلعات المملكة من تبني هذا الكم من المبادرات، جسده حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في منتدى السعودية الخضراء، الذي أقيم في الرياض مؤخراً، عندما أعلن أن المملكة تسعى إلى خفض الانبعاثات بأكثر من 270 مليون طن سنوي.
مبادرات المملكة في ملف التغيرات المناخية وحماية البيئة ليست ببعيدة عن برنامج التحول الذي خطته رؤية 2030، فهي تتماشى معها، ويحدث هذا في وقت تشهد فيه البلاد هيكلة منظومة العمل البيئي، بإنشاء خمسة مراكز بيئية متخصصة في مجالات مثل الأرصاد والالتزام البيئي والتنوع الأحيائي وتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر وإدارة النفايات، كل هذه الجهود تعكس ريادة المملكة في إدارة ملف التغير المناخي بأفكار جديدة، ومبادرات فريدة ستؤتي ثمارها قريباً.