افتتاحية صحيفة “الخليج“
الشرق اليوم – أن تختار السلام، فأنت تختار الحياة بما تعنيه من أمن وحق وعدالة وتسامح ومحبة. فلا شيء يمكن أن يحقق السلام إلا انتصار المبادئ القائمة على الإيمان بحق الإنسان في الحياة كحق مقدس، وهو ما أكده «الإعلان الدولي بحق الشعوب في السلم» الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والثلاثين الذي أكد أن حق الشعوب في السلم «يتطلب من الدول أن توجه سياساتها نحو القضاء على أخطار الحرب، وقبل كل شيء آخر الحروب النووية، ونبذ استخدام القوة في العلاقات الدولية، وتسوية النزاعات الدولية بالوسائل السلمية على أساس ميثاق الأمم المتحدة»، كما ناشد الإعلان «جميع الدول والمنظمات الدولية أن تبذل كل ما وسعها للمساعدة في ضمان تنفيذ حق الشعوب في السلم عن طريق اتخاذ التدابير الملائمة على المستويين الوطني والدولي».
انطلاقاً من هذه القيم التي تشكل بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة نهجاً دبلوماسياً ثابتاً في علاقاتها الدولية، ولأنها تدرك المسالك الخطرة التي يمر بها العالم هذه الأيام جراء الأزمة الأوكرانية وما تحمله من نذر مواجهات كبرى تهدد الأمن والسلم الدوليين، فإنها كرست نفسها على أن تكون جندي سلام، وأن تضع دبلوماسيتها في خدمة تحقيق الهدف الأسمى الذي يتطلع إليه العالم في حل الأزمة سلمياً ومن خلال الحوار، لأنها تدرك بأن البديل هو كارثة للعالم بكل ما يعنيه ذلك.
كما أن للحرب جنودها فللسلام جنوده أيضاً، حيث عليهم التمسك بالقدرة والأمل والجهد دون كلل أو ملل، لأن الانتصارات الحقيقية والدائمة هي انتصارات السلام وليس انتصارات الحرب.
إن دولة الإمارات ترى بأن التطورات الميدانية تفرض تشديد الجهد على التوصل إلى الحل العادل، من خلال تخفيف التصعيد أولاً، تمهيداً لحل سياسي يكفل حقوق الجميع ويوفر الأمن للجميع وفق القانون الدولي، وبما يوفر للأبرياء الأمن ويقي العالم من أزمات إنسانية متجددة هو بغنى عنها، إذ تكفيه تداعيات جائحة كورونا المدمرة بشرياً واقتصادياً، فضلاً عن أزمة المناخ التي تهدد الكرة الأرضية، إضافة إلى أزمات الفقر والجوع والمرض التي تفتك بملايين البشر.
قيل «عندما تتغلب قوة الحب على حب القوة سيشهد العالم السلام»، لذلك دعت دولة الإمارات منذ بدايات الأزمة الأوكرانية إلى الحوار وصولاً إلى السلام لأنها تؤمن بقدرة الإنسان على التمسك بالحب والحياة من خلال فتح كل نوافذ الأمل وقنوات الاتصال، وعدم ترك أية وسيلة لتحقيق هذا الهدف.
إن دولة الإمارات إذ تؤكد أهمية وجود بيئة أمنية إقليمية مستقرة، وضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها، والسماح بإيصالها من دون عوائق، فهي مستمرة في جهودها الدبلوماسية لبلوغ هذا الهدف الإنساني الذي يتوق إليه العالم الآن للخلاص من هذه الأزمة بكل تداعياتها.