الرئيسية / مقالات رأي / الفائدة والسويفت وكورونا والطاقة

الفائدة والسويفت وكورونا والطاقة

بقلم: راشد بن محمد الفوزان – صحيفة “الرياض”

الشرق اليوم – لم نكن بالكاد يخرج العالم من عنق زجاجة أزمة «كورونا» إلا برز لنا مشكلة التضخم العالمي، وأصبحنا ننتظر البنك الفيدرالي الأمريكي في منتصف شهر مارس الحالي، إلى أي مدى سيقرر رفع سعر الفائدة على الدولار الأمريكي، لكبح مستوى التضخم العالمي، حتى برز لنا من جديد الأزمة «الروسية الأوكرانية» وحالة الحرب القائمة منذ الخميس الماضي والتي ألقت أيضا بظلالها على الاقتصاد العالمي، خاصة أن روسيا تعتبر من كبرى الدول المنتجة للنفط في العالم، وأكبر مزود للطاقة في أوروبا «الغاز» مع مشروعي «نور ستريم 1 و 2» والذي أصبح نورد ستريم 2 هو محل جدل كبير، وهو خط يربط روسيا من سيبيريا إلى ألمانيا مبتعدا عن أوكرانيا، والغاز هو مصدر مهم للطاقة في أوروبا بمستويات تصل 40% ككل، ولألمانيا بما يقارب 55% وغيرها من الدول، فبعد الهجوم الروسي على أوكرانيا بدأت الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بتشريع عقوبات مباشرة على روسيا ومعها بريطانيا وبقية أوروبا وحتى اليابان وأستراليا وغيرها، مما شكل ضغطا كبيرا «اقتصاديا» على روسيا، والتي واجهت تراجعا حادا للروبل الروسي مقابل الدولار من مستويات 72 روبل مقابل الدولار إلى مستويات 105 روبل الآن.

العالم اليوم يدخل أزمة جديدة وحقيقة في النزاع «الروسي الأوكراني» وهذا ما قد يؤثر على قرار الفيدرالي الأمريكي بما يخص سعر الفائدة، هل سترفع؟ أو تؤجل؟ أو ما هو القرار النهائي، خاصة أن ارتفاع أسعار البترول واكب هذه الأزمة، مما سيزيد من ضغوط التضخم العالمي ليس نقصا في الإنتاج بقدر ماهي شكوك بالاستقرار العالمي اقتصاديا والمحافظة على النمو وتحسن الاقتصاد العالمي بعد أزمة كورونا، الذي أصبح محل شك اليوم. خلط الأوراق من جديد هي سمة الوضع اليوم بما يخص النمو الاقتصادي العالمي، إلى أي مدى ستؤثر الأزمة «الروسية الأوكرانية» على قدرة روسيا على تصدير البترول؟ هل ستواجه مقاطعة وحظر؟ وماهو البديل؟ في ظل التزام أوبك بلس؟ خط نورد ستريم 2، ماهو بديل أوروبا إن توقف، أو أوقف نظام «سويفت» كيف ستوفي أوروبا تعاملتها المالية مع روسيا في ظل حاجتها للطاقة الروسية؟ ما هي البدائل لأوروبا؟ هل العودة للفحم؟ والطاقة النووية انتهت هذه السنة فلا طاقة نووية لظروف الحفاظ على البيئة والطاقة النظيفة، هل روسيا دخلت مغامرة قد تصبح عالقة بها، يكون هناك متغيرات ومستجدات يصعب التكهن بها اقتصاديا في ظل أكبر الدول المنتجة للطاقة للعالم وأوروبا، العالم يقف اليوم بهذه الأزمة بدعم لأوكرانيا بأوجه مختلفة، وروسيا ماليا اليوم مليئة وقوية ولكن هل ستطول الأزمة ومعها تنضب هذه الموارد والاحتياطيات بدعم غربي أمريكي لأوكرانيا… يصعب التكهن في ظل متغيرات قد تتغير خلال ساعات.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …