بقلم: محمد يوسف – صحيفة “البيان”
الشرق اليوم – فرق شاسع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة الدول الغربية، تختلف التطلعات، وتختلف الأهداف.
رئيس الحزب الأوروبي الفائز في الانتخابات، يصبح رئيساً للوزراء في الدول البرلمانية، وفي الدول الرئاسية، يكون الأعلى أصواتاً من المرشحين المتنافسين، رئيساً للدولة، وباسم حزبه وتحالفاته، وهؤلاء، ومنذ اليوم الأول من تسلمهم السلطة، يفكرون في الولاية الثانية، ويعملون على تحقيق إنجازات داخلية، تزيد من شعبيتهم في استطلاعات الرأي، وتحقق لهم الفوز مرة أخرى بعد أربع أو خمس سنوات، لا يركزون على المصالح العليا لبلادهم، بقدر تركيزهم على مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم، ولا يحسمون أية أزمات تستجد في محيطهم، يدفنون النار تحت الرماد، ويتجاهلون تبعات مثل تلك الأعمال، كما فعلوا مع قبرص والبوسنة وكوسوفو، وما يفعلونه حالياً مع أوكرانيا، فقد تركوا الأزمة التي وصلت إلى مواجهة عسكرية في 2014، وصمتوا عندما استرجعت روسيا جزيرة القرم، وفصلت إقليم دونباس عن الدولة الأم، بدعم مباشر وسلاح وحماية عسكرية، ولم يلتزم الأوروبيون باتفاقية «مينسك»، التي وقعت من قبل روسيا وأوكرانيا، برعاية ومشاركة ألمانيا وفرنسا، وأعادوا سيناريو 2013 بضم أوكرانيا إلى «الناتو» والاتحاد الأوروبي، حتى تكون شوكة في ظهر موسكو، ولم يلتفتوا إلى تحذيرات بوتين.
وفي الجانب الآخر، يقف فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، المتفرد بالسلطة، والمتطلع لأن يحفر اسمه في قائمة القياصرة والقادة الذين حكموا تلك البلاد، وحققوا إنجازات تاريخية، حتى ولو حمل المعول في يد، والسيف في اليد الأخرى، فمثله تحكمه روح وطنية، ودوافع قومية، وسلطة قوية، يعرف ما يريد، وأيضاً يعرف كيف يحمي بلاده من غدر الجيران، واستخدامهم لزعزعة أمنه، ومن مركز القوة، خاطب رئيس الولايات المتحدة وقادة أوروبا، وأرسل لهم مقترحات بضمانات أمنية، وانتظر عدة أشهر، دون أن يتحرك أحد، أو يكلف نفسه بالرد، فكان ذلك كافياً لأن يجد المبرر لحسم الأمور بقوة السلاح.