الشرق اليوم- أصدرت رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، أمس الأربعاء، قراراً خاص بقوات المسلحة وأفراد الأمن في الجزيرة، يقتضي “بتكثيف المراقبة وتعزيز الدفاعات”، في الوقت الذي سعت فيه لطمأنة أولئك الذين يخشون من تكرار السيناريو الروسي الأوكراني في تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي.
ويرى عدد متزايد من الأشخاص داخل وخارج الجزيرة، “أوجه تشابه” بين أوكرانيا وتايوان، وهي جزيرة تخضع للحكم الديمقراطي، وتزعم بكين أنها أراضيها.
وعلى الرغم من أن هذه “المقارنة ليست مثالية، فإن تايوان، مثل أوكرانيا، عاشت لفترة طويلة في ظل جار كبير ومتغطرس”.
وإن الرئيس الصيني، شي جين بينغ ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لديهما “حنين إلى الماضي الإمبراطوري المجيد، لتبرير مطالبهم الإقليمية الحالية”.
وكثف الرئيس الصيني “تحذيراته” لتايوان بعدم السعي للاستقلال عن الصين، وهو ما يشبه تهديدات ومطالب بوتين لأوكرانيا.
وكانت تساي قد أعلنت في يناير الماضي عن تشكيل “فريق عمل لدراسة التوترات في أوكرانيا”، وقالت: “إننا نتعاطف مع أوكرانيا”.
وخلال اجتماع مع فريق العمل، الأربعاء، أدانت تساي روسيا “لتعديها على سيادة أوكرانيا”. لكنها أشارت إلى أن تايوان تختلف اختلافا جوهريًا عن أوكرانيا في ظروفها الجيوسياسية والاقتصادية والجغرافية.
ودعت حكومتها إلى البقاء في “حالة تأهب قصوى” ضد ما وصفته بـ “الحرب المعرفية” وجهود التضليل من قبل القوى الأجنبية، التي تهدف إلى “استخدام التوترات في أوكرانيا لإذكاء الذعر وعدم الاستقرار في تايوان”.
بينما ترسل بكين الآن بانتظام طائرات حربية باتجاه تايوان، لا يوجد ما يشير إلى أن غزو الجزيرة وشيك. ويوجد قلق لدى بعض المحللين في تايوان من أن تشتت انتباه الغرب أو الرد الضعيف على الغزو الروسي لأوكرانيا، يمكن أن يشجع الحزب الشيوعي الصيني الحاكم على تكثيف الضغط على الجزيرة.
وانتقد مراقبون آخرون ” تساي، التي ابتعدت عن بكين بينما عززت في الوقت نفسه العلاقات مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى”، ونقلت عن المسؤول الحكومي السابق، تشاو شين مين، قوله إن: “النتيجة الأوكرانية أمام أعيننا تماما. ومقاومة الصين لا تساعد في حماية تايوان – إنها تؤدي فقط إلى تسريع موتنا”.
حافظت الصين على موقف متوازن ظاهريا، حينما دعا وزير خارجيتها وانغ يي، السبت، إلى “احترام وحماية” سيادة أوكرانيا، لكنه قال أيضا إن “توسيع حلف شمالي الأطلسي يزعزع استقرار القارة”.
ومن جانب آخر، قال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قبل أيام، إن الحكومة الأميركية تراقب ” العلاقات المزدهرة ” بين الصين وروسيا.
وقال كيربي: إن “دعمهم الضمني، إذا شئتم، لروسيا أمر مقلق للغاية، وبصراحة، أكثر زعزعة للاستقرار في الوضع الأمني في أوروبا”.
وفى الأسابيع الأخيرة تفاوضت الدولتان على عقد مدته 30 عاما لتزويد روسيا الصين بالغاز من خلال خط أنابيب جديد، وعرقلتا طلبا من واشنطن بأن تفرض الأمم المتحدة عقوبات إضافية على كوريا الشمالية بسبب تجارب صاروخية جديدة، كما وصفت الدولتان تايوان بأنها “جزء لا يتجزأ من الصين”.