الرئيسية / مقالات رأي / مصر والكويت.. الرئيس السيسي وزيارة مهمة في وقت دقيق

مصر والكويت.. الرئيس السيسي وزيارة مهمة في وقت دقيق

بقلم: أكرم القصاص – اليوم السابع

الشرق اليوم – وسط تحولات سياسية واقتصادية يشهدها العالم والإقليم، تأتي أهمية التحركات المكثفة للرئيس عبدالفتاح السيسى، سواء في المحيط الأوروبي والمتوسطي والأفريقي، أو المحيط العربي، وفي القلب منه دول الخليج، ويجري هذا في وقت تنشغل الدول الكبرى بقضاياها ومنافساتها وصراعاتها، الأمر الذي يجعل هناك ضرورة لبناء مواقف عربية قادرة على التفاعل مع ما يجري، خاصة أن كل التحولات تنعكس سياسيا واقتصاديا على الوضع العربي والدولي. 

ويمثل الخليج العربي أحد أهم محددات الأمن القومي العربي والمصري، وتحرص مصر على تأكيد هذا الموقف باعتباره استراتيجية، وداخل هذه السياقات تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة الكويت في وقت دقيق تسود فيه التوترات في أوروبا وروسيا، ضمن انعكاسات الأزمة الروسية الأوكرانية، والتي تنعكس اقتصاديا على أسعار النفط وحركة التجارة والاقتصاد، يضاف إلى ذلك القضايا الإقليمية والتطورات في سوريا والعراق وليبيا واليمن، والتي تتطلب أقصى درجات التنسيق والتعاون لتوحيد المواقف تجاه هذه القضايا التي تتعلق مباشرة بالأمن القومي والاقتصادي العربي، والذي تأثر على مدى العقد الماضي بالكثير من التطورات السياسية التي جرت وانعكست اقتصاديا واجتماعيا، وأنتج الكثير من التداعيات، وهو ما يستدعي إعادة بناء مواقف عربية تكون قادرة على التعامل مع مثل هذه التداعيات، والأزمات التي تؤثر مباشرة على المصالح العربية.

ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي والدولة المصرية على بناء علاقات خارجية تعبر عن مصالح الشعب العربي، وتدعم كل ما من شأنه ضمان الأمن القومي العربي وفي القلب منه أمن الخليج، كما يحرص على إطلاع الدول العربية الشقيقة على كل ما يمثل سياقا عربيا ضامنا لمصالح الشعب العربي، وفي هذا السياق تأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للأشقاء في الكويت، ولقاءاته مع الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد، وكبار المسؤولين بالدولة.

وترتبط مصر مع الكويت بعلاقات وثيقة وتاريخية رسميا وشعبيا وثقافيا ضمن تعاون استراتيجي يتخذ أهميته في ظل التحديات الكبيرة والأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تموج بها المنطقة والعالم، وأن تنسيق مواقف البلدين لصالح المنطقة وأيضا لمصلحة الشعبين الشقيقين، وحجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، في ضوء الأهمية المحورية لمصر إقليميا ودوليا.  

ولهذا تؤكد مصر حرصها على استقرار وأمن الكويت وكل الدول الخليجية الشقيقة في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية، وذلك كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، والاعتزاز بعمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، إلى جانب الحرص على تعزيز وتنويع التعاون الثنائي المشترك واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية. 

وحرص أمير دولة الكويت على تقدير الدور المصري في تعزيز آليات العمل العربي المشترك في مواجهة الأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة، والذي يعد نموذجا يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي.

والواقع أن العلاقات المصرية الكويتية، نموذج للعلاقات الدائمة التي تتسع وتشمل تنسيقا في وجهات النظر تجاه القضايا الإقليمية والدولية. ومن هنا فإن لقاء الرئيس بأمير الكويت وولي العهد ورئيس الوزراء، شهد تنسيق الجهود لتعزيز أوجه التعاون الثنائي، وتبادل وجهات النظر حول القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وتشغل قضية مكافحة الإرهاب والتطرف جميع الدول في المنطقة، ولهذا فقد شملت زيارة الرئيس ولقاءاته مع الأشقاء التباحث حول الجهود القائمة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ونشر ثقافة التسامح والاعتدال على المستوى الإقليمي، وأيضا التنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، بما يحقق مصالح الشعوب في العيش بسلام واستقرار.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …