الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
الشرق اليوم- على خلفية تفاقم الوضع الأمني في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، وتقارير عن تكاثر عمليات القصف الأوكرانية ضد مدن وبلدات دونيتسك ولوغانسك وسقوط ضحايا، وخسائر مادية، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسومين يقضيان باعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تنطلق من حقيقة أن اتفاقيات مينسك حول التسوية في دونباس لم تعد مهمة بالنسبة للسلطات في كييف.
كما وجه بوتين وزارة الخارجية الروسية بإقامة علاقات دبلوماسية مع الجمهوريتين، ووزارة الدفاع بضمان السلام على أراضيهما.
وتلا بعد خطوة الاعتراف المصادقة على معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة بين جمهوريتا لوغانسك ودونيتسك وروسيا الاتحادية.
فقد عقد مجلسا الشعب في الجمهوريتين اليوم جلسة طارئة، للمصادقة على هذه الاتفاقية، ومن المتوقع أن تدخل المعاهدتين حيز التنفيذ مباشرة بعد تبادل وثائق.
نتائج متوقعة للإعتراف الروسي
ووفقا لصحيفة ” Financial Times” قد يؤدي اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين إلى نتيجتين رئيسيتين: أولاً؛ انهيار اتفاقيات مينسك والآمال في حل دبلوماسي للصراع في شرق أوكرانيا.
فقد أبلغ تيار من كبار المسؤولين بوتين أنهم يعتقدون أنه لا يوجد احتمال لتطبيق اتفاق السلام بالكامل، وهو أمر قالوا إنه لا يمنح موسكو أي خيار سوى اتخاذ إجراءات أخرى.
أما النتيجة الثانية؛ أن هذا الاعتراف قد يعطي الكرملين مبررًا لإرسال قوات ومعدات عسكرية روسية إلى المناطق. ومن المرجح أن يزيد ذلك من خطر نشوب صراع كامل بين موسكو وكييف على طول خط المواجهة المشتعل أصلا.
ويشار إلى أن هذا الاعتراف يتيح للقادة الانفصاليين طلب المساعدة العسكرية من روسيا، مما يسهل الطريق أمام شن هجوم عسكري في باقي أرجاء الدولة، وفقا لما ذكره مسؤولون أوكرانيون، ومن المرجح أن تفسر أوكرانيا ذلك على أنه دخول القوات الروسية إلى أراضيها.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الاتفاقيات التي تم توقيعها مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، تسمح بنشر قواعد عسكرية روسية على أراضيهما، منوهة إلى أن موسكو لا تخطط لفعل ذلك حاليا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودنكو، أنه ليس هناك حديث الآن عن نشر قواعد عسكرية روسية على أراضي الجمهوريتين، على الرغم من أن الاتفاقات المبرمة تسمح بذلك.
مضيفا: أن روسيا ستفعل ذلك إذا تطلب الأمر.
العقوبات على روسيا
عقد مجلس الأمن الدولي فجر اليوم الثلاثاء اجتماعا طارئا لبحث الوضع حول أوكرانيا على خلفية اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا.
ودعا الممثل الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسا، روسيا، إلى إلغاء قرار الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، والعودة إلى طاولة المفاوضات لحل النزاع في دونباس.
وأدان كيسليتسا نشر قوات روسية إضافية في أراضي أوكرانيا.
وقالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد: إن واشنطن ستفرض عقوبات على روسيا بسبب هذا الانتهاك الواضح للقانون الدولي ولسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة والحلفاء “سوف يتحدون، ويجب أن يكونوا موحدين لدعوة روسيا للعودة إلى طاولة المفاوضات والعمل من أجل السلام”.
وأعرب رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل، بأن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيتخذون قرارا بشأن فرض العقوبات على روسيا، بعد اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وأوضح بوريل أن القرار المزمع اتخاذه يدور في هذه المرحلة عن “جزء من العقوبات، وليست حزمة كاملة”.
وبنفس الشأن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم، عن أن المملكة ستفرض “حزمة عقوبات محدودة” ضد روسيا على خلفية اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وقال جونسون في ختام اجتماع طارئ عقده مع أعضاء الحكومة البريطانية: “تجدر الإشارة إلى أن الحديث يدور عن الحزمة الأولى من العقوبات الاقتصادية البريطانية ضد روسيا. ونتوقع أن تواصل روسيا سلوكها اللاعقلاني”.
وتابع: “العقوبات ستوجه ضربة شديدة إلى الاقتصاد الروسي، ونحن مستعدون لفرض تقييدات إضافية في حال حدوث الغزو”.
وأضاف: أنه “إذا منعت الشركات الروسية من إمكانية جذب رؤوس الأموال في الأسواق المالية البريطانية فسوف يبدأ ذلك في ضرب روسيا”.
وذكر رئيس الحكومة: أن العقوبات المزمع فرضها لن تشمل منطقة دونباس وحدها، بل و”روسيا بعينها ومصالحها الاقتصادية”، موضحا أن هذه الإجراءات ستستهدف أشخاصا وجهات “يدعمون آلة الحرب الروسية”.
وقرر المستشار الألماني أولاف شولتس، تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز القادم من روسيا “نورد ستريم 2” رداً على اعتراف الكرملين بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
كما أشار إلى أن عقوبات أخرى أيضا يمكن أن تعتمد في حال اتُّخذت إجراءات إضافية.
الدعوة للتفاوض
قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الثلاثاء، “حتى في أصعب اللحظات… نقول نحن جاهزون لعملية التفاوض، لذلك، من جانبنا، يبقى الموقف كما هو، نحن جاهزون لعملية التفاوض، نحن دائما نؤيد استخدام الدبلوماسية”، وذلك بعد الإعلان عن استقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.
وجاء تصريح المتحدثة باسم الخارجية الروسية تعليقا على إمكانية لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن بعد اعتراف روسيا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك.
هذا ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي هذا الأسبوع لبحث تطور الأوضاع حول أوكرانيا.
كذلك أعلن بلينكن في وقت سابق، قبل إعلان الرئيس الروسي اعتراف بلاده باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك عن أوكرانيا، أن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن مستعد للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، “إذا وجدت واشنطن أن مثل هذا اللقاء يخدم نجاح الجهود الدبلوماسية”.
وفي الوقت نفسه، ناشد المستشار الألماني أولاف شولتس، روسيا والغرب مواصلة الحوار، مشددا على أن استمرار الجهود الدبلوماسية “مهم لمنع مزيد من التصعيد وبالتالي كارثة” في المنطقة.
