الرئيسية / مقالات رأي / العالم يتعافى.. بشروط

العالم يتعافى.. بشروط

افتتاحية صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – إذا كانت منظمة الصحة العالمية تتوقع نهاية جائحة كورونا ومتحور «أوميكرون» هذا العام، وإذا كانت بعض دول العالم بدأت تتخفف من الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء، وتحاول العودة إلى الحياة الطبيعية، في مؤشر إيجابي على أن العالم يتجه نحو التخلص من التداعيات الكارثية التي ضربته على مدى العامين المنصرمين، فإن هذا لا يعني أننا بتنا نتمتع بالحرية المطلقة في أن نتخلى عن الإجراءات الإلزامية التي فرضتها الجائحة، بل الإبقاء على حالة الحذر واليقظة لأن المنظمة لم تعلن نهاية الوباء، إنما «توقعت» أن ينتهي هذا العام. حتى أن علماء الأوبئة أشاروا إلى أن «ركود الجائحة لا يعني اختفاء الفيروس»، بل ستتبقى لديه القدرة على التحور. وأوضحت ميليتا فوينوفيتش ممثلة منظمة الصحة العالمية في روسيا أن موجات تفشي الفيروس على نطاق واسع «سوف تتوقف عندما يهيمن أوميكرون في جميع مناطق الكرة الأرضية».

فالعالم لم يصل بعد إلى مرحلة المناعة المطلقة ضد الفيروس الذي لا يزال يضرب بشدة في بعض المناطق، رغم آثاره الضعيفة، كما أن هناك دولاً لا تزال في دائرة الخطر لأنها لم تلقّح جميع مواطنيها لعدم قدرتها على توفير اللقاحات اللازمة، وهذا ما أشار إليه مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأن «المرحلة الحادة من جائحة كورونا تنتهي خلال العام الحالي بشرط تطعيم 70 في المئة من سكان العالم بحلول منتصف العام». يذكر أن نسبة التلقيح في إفريقيا مثلاً لا تتجاوز 11 في المئة، وهي الأدنى في العالم، في حين أن هناك دولاً بلغت نسبة التطعيم فيها حوالى 90 في المئة. وتحتاج القارة الإفريقية وفقاً لمنظمة الصحة العالمية لمضاعفة نسبة التلقيح ست مرات لبلوغ نسبة الـ 70 في المئة المرجوة مع نهاية الصيف الحالي.

إن كل الجهود التي تبذلها بعض الدول لبلوغ مرحلة المناعة هي جهود مبتسرة وغير قادرة على توفير الحماية لمواطنيها، في عالم مفتوح براً وجواً وبحراً، ومن دون حواجز يمكن أن تشكل مانعاً لتفشي الوباء.

لذا، نحن أمام اختبار جديد لمقدرتنا كشعوب على هزيمة الوباء والعودة إلى الحياة الطبيعية من خلال الاستمرار في حملات التطعيم وتوسيعها، وتمكين الدول الفقيرة من الحصول على اللقاحات الكافية، وعدم الدخول في الرهانات الخاطئة بشأن التخفيف المطلق من الإجراءات الوقائية اللازمة، لئلا نصل إلى مرحلة يفقد فيها العالم القدرة على احتواء الوباء في حال ظهور متحورات جديدة. خصوصاً أن الأرقام تشير إلى تصاعد في عدد المصابين الذين بلغ أكثر من 427 مليون مصاب في حين بلغت الوفيات أكثر من 6 ملايين وفاة، رغم أن «أوميكرون» أكثر اعتدالاً وأخف وطأة.

أن تبدأ بعض الدول في التخلي عن بعض القيود الرئيسية لمكافحة كورونا، وخصوصاً الحجر الإلزامي للمصابين، أو التخلي عن الكمامات والتباعد الاجتماعي، فهذا لا يعني أن الخطر بات وراء ظهورنا.

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …