الرئيسية / الرئيسية / لوغانسك ودونيتسك.. عقبة جديدة في فصول الأزمة الروسية الأوكرانية

لوغانسك ودونيتسك.. عقبة جديدة في فصول الأزمة الروسية الأوكرانية

الشرق اليوم – تعد الأزمة الروسية – الأوكرانية من أهم وأبرز الأزمات التي تواجه العالم أجمع، حيث هناك مخاوف من تأثر إمدادات الغاز عالميا، إضافة إلى مخاطر انقطاع توريد القمح للعالم، حيث يستحوذ البلدان (روسيا وأوكرانيا) على أكثر من ثلث السوق العالمي للقمح.

وأمس الاثنين وقّع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على مرسومين يقضيان باعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا، ووجه القوات المسلحة في بلاده بضمان السلام في الجمهوريتين.

ويقضي المرسومان، اللذان وقعهما بوتين للاعتراف بالجمهوريتين بتنفيذ القوات المسلحة الروسية مهمات ضمان السلام في أراضي كل من دونيتسك ولوغانسك استجابة لطلبات في هذا الشأن من قبل رئيسيهما، دينيس بوشيلين ودينيس باسيتشنيك، وبموجب اتفاقي الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة المبرمين معهما.

الرئيس الأوكراني يدعو إلى التفاوض ولافروف يصفه بغير المتوازن 

من جانبه قال رئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن كييف تدعو روسيا إلى حل القضية والتوتر شرق أوكرانيا من خلال الحوار بأي صيغة كانت.

وأوضح: “نحن نتفهم جميع المخاطر، ونحث روسيا، وليس للمرة الأولى، على حل هذه المسألة من خلال الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات ونحن مستعدون للجلوس في جميع الأماكن (بأي شكل) (من أجل الحوار).. روسيا تعرف ذلك جيدا.. تلقينا ردا وكان الجواب بالأمس، واليوم نقوله على الملأ.. على أوكرانيا الرد على ذلك، وحماية سيادتها ودولتنا”.

وأعرب عن اعتقاده بأنه لن يكون هنالك تصعيد عسكري من جانب روسيا، “نعتقد أنه لن تكون هناك حرب ضد أوكرانيا ولن يكون هناك تصعيد واسع النطاق من جانب روسيا وإذا حدث ذلك سنطبق الأحكام العرفية ( قانون في حالة الحرب)”.

وأشار إلى أن كييف تدرس قطع العلاقات الدبلوماسية مع روسيا على خلفية اعترافها باستقلال جمهوريات دونباس.

بدورها أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان، أنها استدعت القائم بالأعمال الأوكراني في موسكو، فاسيلي بوكوتيلو، للتشاور على خلفية اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.

من جهته قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو تظل منفتحة على الاتصالات الدبلوماسية مع كييف ولا ترغب في قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وأكدت وزارة الخارجية الروسية لاحقا تمسك موسكو بهذا الموقف.

بدوره وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الرئيس زيلينسكي، بـ”الشخص غير المتوازن وغير المستقل” و”يمكنه الإقدام على أي شيء”.

وأوضح لافروف: “يمكن توقع كل شيء منه. إنه شخص غير متوازن وغير مستقل يعتمد على إملاءات المشرفين الأمريكيين عليه”.

روسيا: 400 من مواطني روسيا محتجزون لدى أوكرانيا.

فصل جديد في الأزمة بين موسكو وكييف 

قرار الرئيس الروسي صعّد من فصول الأزمة بين البلدين، وتعرض إلى انتقادات واسعة. 

حيث أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قرار روسيا بشأن الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا “غير مقبول”.

ودعا الأطراف المعنية بالأزمة الروسية الأوكرانية إلى الالتزام بالحكمة والقانون الدولي.

وقال “حول الأزمة الأوكرانية الروسية، باعتبارنا دولة مطلة على البحر الأسود علينا اتخاذ حزمة من التدابير وهذا ما نقوم به فعليا”.

وعلّق على اقتراح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عقد قمة مشتركة بين مجلس الأمن الدولي وتركيا وألمانيا، قائلا: “إذا وافق أعضاء المجلس والدول الأخرى فسنشارك في هذا الاجتماع”.

كما أكد أن تركيا بذلت منذ بداية الأزمة جهودا حقيقية لتخفيف حدة التوتر بين روسيا وأوكرانيا. مشيرا إلى أن الخارجية التركية قالت أمس بأن القرار الروسي بخصوص منطقتي دونيتسك ولوغانسك مخالف لاتفاقية مينسك.

وأضاف أن بيان الخارجية التركية أكد بصريح العبارة أن القرار الروسي يعد انتهاكا واضحا لوحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها.

من جانبه قال المستشار النمساوي، كارل نيهامر، إن بلاده استدعاء السفير الروسي لديها، للاحتجاج على “انتهاك سيادة أوكرانيا”، مؤكدا أن بلاده تدعم الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات تدريجية على روسيا.

وأضاف المستشار: “لدينا مجموعة واسعة من خيارات العقوبات التي يتعين اللجوء إليها الآن بطريقة مستهدفة، لأننا نفترض أننا لم نصل بعد إلى ذروة التصعيد”.

وطمأن نيهامر، إلى أن إمدادات الطاقة آمنة، في حال أوقفت روسيا امدادات الغاز الطبيعي فورا.

بدورها أعلنت وزارة الخارجية في أستراليا في بيان، استعدادها للعمل مع شركائها لفرض عقوبات ضد روسيا على خلفية اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا.

وأوضح البيان: “جنبا إلى جنب مع شركائنا، نحن على استعداد لإعلان عقوبات سريعة وصارمة ضد الأفراد والكيانات الروسية الرئيسية المسؤولة عن تقويض سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا”.

من جانبه قال رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، إنه ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ “إجراءات مؤلمة” ضد روسيا، إثر اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.

ودعا دي كرو، إلى فرض عقوبات على موسكو “بسرعة”، على خلفية ما قال إنه “دخول روسيا إلى شرق أوكرانيا الليلة الماضية في انتهاك لوحدة أراضي البلاد”.

وأضاف أن “ما حدث هناك انتهاك خطير للغاية لوحدة أراضي أوكرانيا… علينا أن نحافظ على رباطة جأشنا، ونظهر بوضوح شديد لروسيا أن هذا النوع من الأشياء يؤدي إلى تكاليف باهظة”.

عقوبات جديدة للاتحاد الأوروبي ضد 350 روسيا بينهم نواب بمجلس الدوما

بدورها نقلت وكالة “بلومبرغ” عن مسؤولين بالاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد يناقش إمكانية فرض إجراءات تقييدية ضد حوالي 350 روسيا، ردا على اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.

وأبلغ مسؤولون أوروبيون الوكالة بأن “نوابا في مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي) من بين الأشخاص الذين من المرجح أن تفرض عليهم عقوبات الاتحاد الأوروبي”.

كما أشار المسؤولون الأوروبيون إلى ضرورة توافق دول الاتحاد الأوروبي جميعها على حزمة العقوبات المعدة، حيث  من المتوقع ، أن يقرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء خلال اجتماع عاجل للمجلس “الرد الأوروبي” على روسيا في مسألة الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، والحديث يدور حول تدابير طوارئ.

وقال رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: “من الواضح أن هذا الرد سيأخذ شكل عقوبات، سيناقشها الوزراء على أساس اقتراحي”، مضيفا أن اعتماد العقوبات في الاتحاد الأوروبي، يقع ضمن اختصاص مجلس الاتحاد الأوروبي.

وأعرب عن ثقته في أن العقوبات ستعتمد بالإجماع، مشيرا إلى أن إعداد النص ذي الصلة تم صباح اليوم الثلاثاء، وبعد الظهر سيبت مجلس الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات.

وأوضح أن ذلك لا يعني أن جميع القرارات ستتخذ يوم الثلاثاء، مشيرا إلى أن الحديث الآن يدور فقط بشأن تدابير عاجلة.

بدوره قال ديدييه ريندرس، المفوض الأوروبي لشؤون العدالة، إن المفوضية وضعت مشاريع عدة لفرض عقوبات ضد روسيا وسيتم الاختيار منها وفقا للتطورات في أوكرانيا.

وأضاف أن شدة العقوبات المخطط لفرضها ستتوقف “على مدى خرق سلامة أوكرانيا الإقليمية وانتهاكات الاتفاقيات السابقة.. الوضع يجري تقييمه حاليا”.

وأوضح أنه يمكن أن يفرض ضد موسكو نوعين من العقوبات هما عقوبات فردية (ضد شخصيات وشركات معينة) واقتصادية (تشمل حظر استيراد البضائع وموارد الطاقة)، إضافة إلى إمكانية قطع روسيا عن الخدمات المالية، لكنه “قرار صعب جدا قد يؤدي إلى قطع العلاقات الاقتصادية بين روسيا وسائر العالم”.

وأشار إلى أن القرار بشأن حجم العقوبات سيتم اتخاذه بعد مناقشة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه من الأهمية تحديد ما إذا كانت هناك فرص للحوار مع موسكو، “على أن يبقى النزاع منحصرا في منطقتي القرم ودونباس كما هو الحال على مدار السنوات الثماني الأخيرة”.

بوتين ..إمدادات الغاز والمساعدة العسكرية

بدوره أكد الرئيس بوتين، أن بلاده ستقدم مساعدة عسكرية لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وسترسل قوات مسلحة إلى أراضيهما حال تطلبت الضرورة ذلك.

وقال إن روسيا كانت مهتمة بتنفيذ اتفاقات مينسك، مضيفا أن سلطات أوكرانيا قتلت اتفاقات مينسك ولا يمكننا التسامح مع مواصلة الإبادة الجماعية لسكان دونباس.

وتابع أن الحل الأفضل للتوتر مع أوكرانيا سيتمثل في تخليها عن مساعيها الانضمام للناتو.

من جانب آخر أكد بوتين في رسالة موجهة للمشاركين في القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز، أن روسيا تعتزم مواصلة الإمدادات المستمرة من الغاز، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، للأسواق العالمية.

وأشار إلى أن التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كواحد من أكثر أنواع الوقود الصديقة للبيئة أصبح شائعا للغاية خلال فترة تطور الطاقة.

وقال “في هذه المرحلة أصبح التوسع في استخدام الغاز الطبيعي  باعتباره أحد أكثر أنواع الوقود الصديقة للبيئة، شائعا للغاية. وتعتزم روسيا مواصلة الإمدادات المستمرة من هذه المواد الخام، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، للأسواق العالمية”.

شاهد أيضاً

قادة مجموعة العشرين يدرسون ضريبة عالمية على المليارديرات

الشرق اليوم– حث قادة مجموعة العشرين على فرض ضريبة عالمية على المليارديرات لتمويل مشاريع حيوية …