بقلم: عوفر شيلح- يديعوت أحرنوت
الشرق اليوم- أوضحت صحيفة يديعوت أحرنوت أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخير حول البرنامج النووي الإيراني يكشف أن إسرائيل لم تتعلم شيئا من أخطائها السابقة، إذ ما زالت تتبجح بتكرار الحديث عن إنجازات وهمية بهذا الخصوص دون أن يحقق ذلك أي هدف إستراتيجي.
إن التعامل الصحيح مع مستقبل إيران النووي يكمن في إدراك إسرائيل أن استخدام القوة وحده لم يعد بديلاً عن السياسة الخارجية، الأمر الذي يجعل لزاما على رئيس الوزراء نفتالي بينيت وحكومته تطوير إستراتيجيات شاملة للتأثير على العالم وجعله يأخذ في الحسبان مخاوف إسرائيل الأمنية.
ولا ينبغي أن يكون هناك أي شك في أن الاتفاق النووي هو أفضل من الوضع الذي أدى إليه انسحاب (الرئيس الأمريكي السابق) دونالد ترامب منه من طرف واحد، بتشجيع ودفع من إسرائيل”.
ولم يتمخض ذلك إلا عن تخصيب إيران كميات كبيرة من اليورانيوم، وتطويرها طرقا دفاعية سمحت لها بأن تتحمل العقوبات الاقتصادية، ناهيك عن تمتعها بشرعية دولية متزايدة.
أصبح الطريق معبدا أمام إيران للحصول على السلاح النووي في مدى زمني أقصر من أي وقت مضى، مبرزة في الوقت ذاته أن الاتفاق المرتقب سيعيد الوضع المادي للبرنامج النووي لما كان عليه في 2015.
فأقوال بينيت والسياسة التي اتخذتها حكومته، تدل -وفقا للصحيفة- على أن إسرائيل لا تتعلم شيئا من أخطائها، وأن الحكومة الحالية ما هي، في أقوالها وأفعالها، إلا استمرار لسابقتها عندما يتعلق الأمر بهزيمة إيران، والتي لم ولن تتحقق عبر استخدام القوة.
أما “تبجح رئيس الحكومة بينيت بالتخطيط لهجوم إسرائيلي على منشآت النووي الإيراني”، فلا إمكانية لذلك على أرض الواقع.
وقالت الصحيفة: إن كل هذا مرتبط بالتقدم في مشروع حزب الله للصواريخ الدقيقة وعدم جدوى الحملة الإسرائيلية ضد التموضع الإيراني في سوريا.
إسرائيل تبرز المرة تلو الأخرى كإحدى الدول الأخيرة التي لا تزال تؤمن باستخدام القوة لغرض استخدام القوة، وامتدحت أداء سلاح الجو الإسرائيلي، لكنها اعتبرت أن الأهم من ذلك هو أن نتساءل عن الغاية والهدف من هذه الهجمات.
ويمكن القول أن إسرائيل لن تتمكن أبدا من إخضاع إيران، مما يحتم عليها البحث عن توازن مشترك مع هذا البلد يأخذ في الحسبان النظرة الإيرانية المعقدة للعالم، و”هذا هو السبيل الوحيد للتأثير على إيران وجعلها تعزف عن تصنيع قنبلة نووية، خصوصا أن التاريخ علمنا أن من يرغب في أن يصبح قوة نووية سيتمكن من ذلك في نهاية المطاف”.
فيقول المؤرخ والجنرال الروسي كارل فون كلاوزفيتز: “الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى”، إذا فإن القليل من الدول في العالم لا تزال تعمل وكأن الحرب هي بديل للسياسة، وللأسف تعليقات بينيت وسياساته تظهر أن إسرائيل لا تزال واحدة من تلك الدول.
ترجمة: الجزيرة