صحيفة “الخليج”
الشرق اليوم – عزم دولة الإمارات على المحافظة على البيئة لا جدال فيه، وحرصها كبير ولا تشوبه شائبة؛ بل إنها باشرت بالتنفيذ بشكل مبكر، الأمر الذي تُوج باختيار العالم للدولة، لاستضافة الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» عام 2023 في أبوظبي، وهو دليل على صدق النية نحو إنجاز الاستراتيجية الوطنية، لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050؛ بهدف خفض الانبعاثات؛ حيث أعلنت الدولة عن توجهها لتحقيقه بشكل كامل، الأمر الذي يجعلها أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعلن عن هذا الهدف الإنساني البحت، الذي يستهدف سلامة الإنسان، والبيئة ومكوناتها الطبيعية.
الدولة تزخر بعدد كبير من المحميات الطبيعية المتنوعة، وهو ما جعلها في الصدارة من ناحية التنوع في هذا المجال؛ إذ وصلت إلى نحو 49 محمية في عام 2020 تمتد على مساحة 20 ألفاً و18 كيلومتراً مربعاً، وتوزعت ما بين 33 محمية برية، و16 محمية بحرية، واستقطبت النباتات والحيوانات التي كانت على وشك الانقراض، وهي إنجازات تحسب لقيادة الدولة وحكومتها الرشيدة، التي أولت جلّ اهتمامها منذ بدايات تأسيس دولة الاتحاد لأمرين رئيسيين، تمثلا في «الإنسان أغلى ما نملك»، و«المحافظة على البيئة» من عبث العابثين.
إمارة دبي اتخذت إجراءات عدة تصب في خانة تحقيق الحياد المناخي، والمحافظة على البيئة؛ عبر فرضها غرامة على استخدام الأكياس البلاستيكية؛ بهدف حظر استخدامها تماماً خلال عامين، بسبب أضرارها البيئية، وستكون قيمة الغرامة 25 فلساً، وتطبق بدءاً من الأول من شهر يوليو المقبل، كما أطلق سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بالأمس، مبادرة «دبي تبادر» للاستدامة، لتوعية مختلف شرائح المجتمع بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية، وإلهامهم لإحداث التغيير المطلوب لبعض الممارسات الخطأ التي تضر بالبيئة المحيطة بشكل بالغ؛ حيث تم إطلاق مشروع ريادي، للحد من استخدام قوارير المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وهي مبادرة ملهمة.
العام المقبل تستضيف الإمارات قادة العالم، خلال مؤتمر «كوب 28»، الذي سيركز على «الحالة الاقتصادية للعمل المناخي الشامل»، وهو توجه ينسجم مع تاريخ ورؤى الإمارات الطموحة للانحياز الكامل لكوكب الأرض، حرصاً منها على تجنيب العالم الكثير من الكوارث الطبيعية والبيئية، التي يتسبب بها الإنسان نفسه.