الشرق اليوم- رغم توجيه الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، ونواياها بغزو أوكرانيا، إلا أن روسيا ترفض هذه الاتهامات وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.
إلا أن الحديث والردود حول الضمانات الأمنية الروسية ما زال قائما، ناهيك عن التحركات الدبلوماسية لتخفيف التصعيد السياسي والعسكري الروسي والغربي.
ووفقا لتصريحات وزير الخارجية الروسي فإن مبادرة الضمانات الأمنية هزت الغربيين، وأصبحت سبباً لعدم تمكنهم من تجاهل الطلبات الروسية.
فقد صرّح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الاثنين، بأن احتمالات الحوار مع الغرب بشأن اقتراح الضمانات الأمنية الروسية “لم تستنفد”.
وقال لافروف في اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، إن وزارة الخارجية تواصل العمل للحصول على ضمانات أمنية ملزمة قانونياً من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
الرد الأمريكي على الضمانات الأمنية الروسية
وذكر وزير الخارجية الروسي: أنه تم عقد اجتماع مع الوفد الأمريكي في إطار “مجلس روسيا والناتو” في منتصف يناير، أوضحنا خلاله بشكل جوهري مغزى مبادراتنا لحل المشاكل الأمنية الرئيسية في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي”.
وأوضح لافروف أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، طلب منه اجتماعاً آخر لتوضيح بعض القضايا بشكل إضافي.
وعقب الاجتماع مع بلينكن، تلقت وزارة الخارجية الروسية ردود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، والتي تم فحصها “بشكل مشترك بين الهيئات”.
وأشار لافروف إلى أن “الرد الأمريكي يهمنا في المقام الأول، لأنه من الواضح أنه من يلعب الدور الرئيسي في حل هذه القضايا في المعسكر الغربي”.
وبحسب الوزير، يتكون الرد الأمريكي من جزأين؛ الجزء الأول يتعلق بمخاوف روسيا الرئيسية الثلاثة التي تشمل عدم توسع الناتو، وعدم نشر أسلحة قتالية بالقرب من حدود البلاد، وعودة التكوين العسكري في أوروبا إلى موقف 1997، حين تم التوقيع على “قانون التأسيس” بين روسيا والناتو، والذي أثيرت فيه لأول مرة مسألة توفير الأمن غير القابل للتجزئة.
وأكد لافروف أن الرد حول هذه القضايا كان “سلبياً، ولا يمكن أن يرضينا”.
ونوه إلى أن مواثيق المجتمع الدولي تؤكد بشكل راسخ الالتزام بعدم تعزيز الأمن على حساب إضعاف أمن الدول الاخرى.
ويعد الجزء الثاني من رد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “بناء”، مشيراً إلى أنه ينص على “إجراءات ملموسة” فيما يتعلق بحل مشاكل الصواريخ الأرضية متوسطة وقصيرة المدى، ومجموعة من المقترحات لتقليل المخاطر العسكرية.
وأكد لافروف أن الرد الأمريكي أشار أيضاً إلى بناء الثقة والشفافية العسكرية، بما في ذلك سحب التدريبات العسكرية من حدود (الدول) بعضها البعض، والاتفاق على أقصى مسافة اقتراب للسفن الحربية والطائرات.
الرد الأوروبي على الضمانات الأمنية الروسية
وأشار لافروف إلى أن الرسالة الموجهة إلى دول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تم تسليمها بالإضافة إلى مقترحات الضمانات الأمنية والمطالبة بمعرفة فهمها لعدم تجزئة الأمن، “ظلت دون رد”.
وقال: إنه بدلاً من ذلك، تلقت الوزارة “ورقتين صغيرتين” من الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، ورئيس خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، حيث عرضا عدم القلق ومواصلة الحوار، وتوفير التهدئة حول أوكرانيا.
وقال الوزير: “هذا إهمال لقاعدة عدم تجزئة الأمن، وسنواصل الجهود للحصول على رد من كل دولة”.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” ينس ستولتنبرغ، في تصريحاته اليوم الإثنين، بأن الحلف لا يزال على استعداد للدخول في “حوار هادف” مع روسيا.
وقال ستولتنبرغ، إن “أفضل طريقة لروسيا لإظهار استعدادها لإيجاد حل سلمي هي خفض التصعيد وإزالة القوات التي تهدد أوكرانيا حالياً”.
احتمالية التوصل إلى اتفاق
أجاب لافروف في وقت يسابق من اليوم على سؤال بوتين عما إذا كانت هناك احتمالات للتوصل إلى اتفاق، قائلا: “بصفتي رئيس وزارة الخارجية، يجب أن أقول إن هناك دائما فرصة”.
وقال: “مع الأخذ في الاعتبار استعدادنا لشرح موقفنا والنظر في حجج جادة، أعتقد أن احتمالاتنا لم تستنفد” مؤكداً في نفس الوقت أنه لا يمكن للمحادثات أن تستمر إلى ما لا نهاية، ولكن في هذه المرحلة، أقترح مواصلتها وتوسيعها”.