الشرق اليوم- مع تصاعد الأزمة في أوكرانيا وتأكيد واشنطن أن غزو روسيا لجارتها أوكرانيا قد يحصل “في أي وقت”، تترقب دول الشرق الأوسط ما قد تحمله إليها الأيام المقبلة سلبا أو إيجابا.
استبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنه الآن بات قلقا من التطورات ويخشى من عواقب ذلك على بلاده.
وأكثر ما يقلق أردوغان هو العقوبات الأمريكية على روسيا في حال غزت أوكرانيا، إذ سيجد الرئيس التركي نفسه مجبرا على الانحياز لطرف ضد الآخر، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن اقتصاد تركيا يرتبط بشكل وثيق بالاقتصاد الروسي، إذ تعمل مئات الشركات التركية في روسيا، كما ينفق السياح الروس مليارات الدولارات في تركيا.
وتشير “هآرتس” إلى أن تركيا تتوقع عائدات هائلة من خط نقل الغاز الروسي عبر رومانيا والمجر، وهو ما تهدده الأزمة الحالية، إذ إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هدد بشمل خط “تورك ستريم” بالعقوبات التي هدد بفرضها على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي يمتد مباشرة من روسيا إلى أوروبا.
وعلى عكس مخاوف تركيا، ترى إيران في الأزمة الأوكرانية فرصة قد تسمح لها بأن تكون مصدرا إضافيا للغاز الطبيعي إلى أوروبا، إذ إن اكتشاف حقل شلوس الطبيعي الضخم في بحر قزوين قد يجعل إيران أكبر منتج للغاز في العالم، في حال رفعت عنها العقوبات، وفقا للصحيفة.
وأعلنت طهران، الشهر الماضي، أنها قادرة على توفير حوالي 20 في المئة من احتياجات أوروبا من الغاز.
ويشير تحليل الصحيفة إلى أن قطر قد تكون أيضا من البلدان التي يمكن أن تستفيد من الأزمة الحالية، إذ وعدت الدوحة واشنطن بالمساعدة في حال انقطع الغاز الروسي إلى أوروبا.
وفشلت الجهود الدبلوماسية المبذولة لنزع فتيل الأزمة الأوكرانية في تخفيف التوتر، السبت، مع تأكيد البيت الأبيض أن روسيا ستواجه “كلفة باهظة وفورية” إذا غزت أوكرانيا.
وبدأ التوتر قبل أسابيع عقب حشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي على حدود جارتها الغربية، وتفاقم مع إجراء الكرملين أكبر مناورات عسكرية روسية منذ سنوات في البحر الأسود.
وتطالب روسيا بضمانات أمنية ملزمة من الغرب، تتضمن تعهدا بسحب قوات حلف شمال الأطلسي من شرق أوروبا وعدم التوسع بضم أوكرانيا.
ورفضت واشنطن بشكل قاطع المطالب وعرضت في المقابل مناقشة اتفاقية أوروبية جديدة لنزع الأسلحة مع موسكو.
ترجمة: الحرة