الشرق اليوم- كشفت دراسة جديدة، عن سبب محتمل قد يحل لغز متلازمة الهزال التي تسبب فقدانا حاد وخطيرا لكتلة العضلات في أجسام مرضى السرطان، مقترحة حلا لعلاج هذا المرض، بحسب ما نقلت صحيفة “الغارديان”.
فمن أخطر آثار السرطان الفقدان المفاجئ للوزن والشهية والعضلات التي يمكن أن تصيب بعض المرضى في مراحل لاحقة من المرض.
تُعرف متلازمة الهزال هذه بالدنف، ويمكن أن تحدث في حالات خطيرة أخرى، بما في ذلك أمراض القلب وفيروس نقص المناعة البشرية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تصيب نسخة موروثة من متلازمات الهزال الشديد الأطفال، تُعرف باسم متلازمة كوكاين، وهي تسبب لهم سوء التغذية الحاد والهزال الذي يوازي تأثير الدنف.
ويقول أستاذ الأورام في معهد كريك في لندن، تشارلي سوانتون، “في حالة مرضى السرطان، يمكن للأفراد أن ينتقلوا من كونهم طبيعيين تماما، إلى مُقعدين على كرسي متحرك بسبب هزال العضلات وفقدان الوزن في غضون بضعة أشهر فقط. إنه أمر مخيف للغاية.”
على الرغم من الجهد العلمي الكبير ، ظلت أسباب متلازمة الهزال، لغزا محيرا للأطباء.
وتقول الرئيسة التنفيذية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، ميشيل ميتشل، إن “الهزال هو أكثر من مجرد فقدان الشهية وفقدان الوزن، إنها مشكلة معقدة لها تأثير هائل على الأشخاص المصابين بالسرطان، وتضر بصحتهم وتقلل من طاقتهم في وقت هم في أمس الحاجة إليه”.
لكن البحث الأخير الذي أجراه باحثون بريطانيون، رفع الآمال في الاقتراب من بعض أسباب هذا المرض.
فقد قام فريق من العلماء بقيادة مدير معهد ويذرال للطب الجزيئي في أكسفورد، كيتان باتيل، بربط المرض مؤخرا بتلف الحمض النووي الذي يعطل المرسلات الكيميائية التي يتم إرسالها إلى الدماغ، مما يتسبب في إطلاق هرمونات قمع الشهية، والنتيجة هي فقدان الوزن الشديد.
ووجد الباحثون أن هذه العملية تبدأ غالبا عندما تتراكم مادة الفورمالديهايد الكيميائية الموجودة بشكل طبيعي في مجرى دم الشخص. عندما يتم ترشيح هذا عن طريق الكلى، فإن خلاياهم تعاني من تلف الحمض النووي في هذه العملية. وهذا بدوره يتسبب في إفراز الكلى لهرمون يوجه الدماغ لقمع الشهية.
يوضح باتيل: “عندما تخضع للعلاج الكيميائي، يتم إعطاؤك مادة كيميائية تهاجم الحمض النووي بنفس الطريقة التي يهاجم بها الفورمالديهايد، قد يؤدي ذلك إلى إتلاف الحمض النووي وإطلاق هذه الإشارات التي تخبر الدماغ بقمع الشهية”.
ويشير البحث أيضا إلى وسيلة محتملة لمعالجة المشكلة.
ويقول البحث: إن “المرسل الذي ترسله الكلى إلى الدماغ هو مادة كيميائية تسمى “جي دي أف15”. وهو اكتشاف يحمل آثارا سريرية مهمة.
فوفقا للبحث، فإننا قد نكون قادرين على علاج فقدان الوزن عند المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي للسرطان، والأطفال الذين يعانون من متلازمة كوكاين من خلال إعطاء الجسم المضاد الذي يحيد هذه المادة الكيميائية “جي دي أف15”.
ويقول باتيل: “قد نتمكن بعد ذلك من حظر هذه الرسائل وإيقاف ظهور ذاكرة التخزين المؤقت الخاصة بها”.
ورغم أن أستاذ الأورام في معهد كريك في لندن، تشارلي سوانتون، يعتقد أن هذه النتيجة التي توصلت إليها هذه الدراسة “رائعة ومهمة”، فإنه يؤكد أن العلماء بحاجة إلى مزيد من العمل لفهم الطرق والأسباب الأخرى على وجه السرعة، “لأننا نعلم أن هذه المتلازمة تساهم في عدم قدرتنا على علاج المرضى عندما يصبحون أضعف”.
المصدر: الحرة