بقلم: تريتا بارسي وآدم وينشتاين
الشرق اليوم- إن الهجمات المنسوبة لمليشيات شيعية عراقية، بطائرات مسيّرة على القوات الأمريكية في العراق الشهر الماضي، لم تكن مفاجئة، وإن الوجود الأمريكي في العراق غير مرحب به، وإن مزيدا من الهجمات لا بد أن يأتي ما دامت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قررت إبقاء القوات هناك.
البقاء لن يمنع الهجمات
وأوضح أن وجود القوات الأمريكية لن يمنع الهجمات “الإرهابية” من الحدوث، وأنها لا يمكنها احتواء إيران التي عززت قبضتها على بعض المؤسسات العسكرية العراقية منذ عام 2003، ورجّح أن يموت الجنود الأمريكيون عبثا لأنهم، كما هو الحال في أفغانستان، مكلفون بالمهمة المستحيلة المتمثلة في القضاء على “الإرهاب” في بلد أجنبي.
بينما تتعامل مؤسسة السياسة الخارجية لواشنطن مع مخاطر المغادرة، يبدو أنها تتجاهل التكاليف الواضحة للبقاء.
ولفت المقال الانتباه إلى تصريح بايدن من قبل بإنهاء حقبة من العمليات العسكرية الكبرى، قائلا: إن تلك الحقبة لن تنتهي حقا حتى تسحب أمريكا كل قواتها من العراق.
دعوة للانسحاب الفوري
ودعا المقال بايدن إلى إعلان خطط لانسحاب تدريجي للقوات يبدأ في موعد لا يتجاوز الربيع الحالي، مشيرا إلى أنه إذا لم يتحرك بايدن من الآن فإن الهجمات على القوات الأمريكية ستزداد حتما، وذلك سيجعل المغادرة أكثر صعوبة من الناحية السياسية مع زيادة خطر انجرار الولايات المتحدة إلى صراع أكبر في حالة سوء التقدير أو الاستفزاز من قبل المليشيات أو واشنطن أو إيران.
إن مؤيدي البقاء في العراق يجادلون بأن من الأهمية بمكان جمع المعلومات الاستخبارية عن الجماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة، ومنع الخصم من ملء أي فراغ ناتج عن رحيل الولايات المتحدة، واصفا ذلك بالحجج المتطابقة تقريبا مع حالة أفغانستان.
لكن الحقيقة هي أن الوجود الأمريكي ساعد على تأجيج التمرد في العراق. وتمكنت القاعدة، وتنظيم الدولة لاحقا، من الاستفادة من مكاسبهما ضد الحكومة والفوضى التي أعقبت ذلك، وأصبحت لدى العراق والدول المجاورة قدرة متزايدة على منع عودة ظهور هذه التنظيمات.
الحكومة العراقية لن تنهار
من غير المرجح انهيار الحكومة العراقية برحيل القوات الأمريكية مثلما انهارت الحكومة المصطنعة في أفغانستان أمام حركة طالبان.
أنهت القوات الأمريكية مهمتها القتالية في العراق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومنذ ذلك الحين أكدت إدارة بايدن أن القوات المتبقية في العراق موجودة هناك بصفة استشارية بحتة. وأشار إلى أن الأمريكيين كانوا في هذا الطريق من قبل مع انتهاء عام 2014، إذ أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بالمثل أن “مهمتنا القتالية في أفغانستان ستنتهي، وسننتقل بالكامل إلى مهمات التدريب وتقديم المشورة والمساعدة”، ومع ذلك، فقد تطلب الأمر مقتل 107 وإصابة 612 جنديا أمريكيا في العمليات، ومئات المليارات من دولارات دافعي الضرائب، و6 سنوات أخرى حتى تنتهي العمليات الأمريكية حقا.
إن الولايات المتحدة ليس لديها حل لمشاكل العراق، ولا يمكنها تخفيف إحباط العراقيين من الحكومة غير المستجيبة ومن العنف السياسي، كما أنها غير مؤهلة للتوسط بين الفصائل المتنافسة في العراق أو تفكيك شبكة المصالح المتقاطعة التي تعيق التقدم. ترجمة: الجزيرة