الشرق اليوم- بعد توقف دام أكثر من سبعة أشهر، يستعد كل من لبنان وإسرائيل لاستئناف المفاوضات حول ترسيم حدودهما البحرية المتنازع عليها، وذلك تحت رعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة.
وأجرى لبنان وإسرائيل عدة جولات من المحادثات منذ أكتوبر 2020، استضافتها الأمم المتحدة في قاعدة لقوات حفظ السلام في جنوب لبنان. وجاءت المحادثات تتويجا لجهود دبلوماسية أميركية استمرت ثلاث سنوات.
أسباب تعثر ترسيم الحدود البحرية
ظلت الخلافات كبيرة بين الجانبين بعد أن عرض كل طرف خرائط مختلفة عما عرضه الطرف الآخر للحدود المقترحة مما زاد فعليا من مساحة المنطقة المتنازع عليها، الأمر الذي أدى إلى توقف المحادثات منذ حوالى سبعة أشهر.
ويدور الخلاف حول منطقة مثلثة من البحر الأبيض المتوسط التي تبدأ عند الحدود البرية للدولتين، والتي يبلغ عرضها خمسة إلى ستة كيلومترات (3.1-3.7 ميل) في المتوسط وتشكل حوالي 2 في المائة من المياه الاقتصادية لإسرائيل، بحسب الصحيفة.
وكان من المفترض أن تقتصر المفاوضات على مساحة بحرية من نحو 860 كيلومترا مربعا، بناء على خريطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبرها خريطة مستندة إلى تقديرات خاطئة، وطالب بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومترا مربعا، تشمل أجزاء من حقل “كاريش” الذي تعمل فيه شركة يونانية لصالح إسرائيل.
وساطة الولايات المتحدة
في مبادرة لإحياء المحادثات بين لبنان واسرائيل بشأن النزاع المتعلق بالحدود البحرية الذي يعيق عمليات استكشاف الغاز والنفط في المنطقة، وصل كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة آموس هوكستين إلى لبنان الثلاثاء.
ودعا هوكستين، مساء أمس الأربعاء، السلطات اللبنانية، إلى التوصل إلى تسوية للنزاع الحدودي البحري مع إسرائيل.
وقال هوكستين: إنها “اللحظة الأخيرة” التي يمكن من خلالها التوصل إلى اتفاق يسهل عمليات استكشاف موارد الطاقة.
وأكمل هوكستين: “أنا واثق أنه سيكون هناك موقف موحد في لبنان، وموقف موحد في إسرائيل، وأن نتمكن من المضي قدما”.
وأضاف: “نصيحتي إلى اللبنانيين هي عدم التركيز على ما تقومون بتفويته، ولا على ما قد تخسرونه اذا قمتم بتسوية، بل فكروا بما ستكسبونه”.
وعلقت السفارة الأمريكية في لبنان على هذه الجهود بالقول: إن التوصل لاتفاق على الحدود البحرية يمكن أن يخلق “فرصة تشتدّ الحاجة إليها لتحقيق الازدهار لمستقبل لبنان”.
الموقف اللبناني
يعلق السياسيون اللبنانيون الآمال على أن تساعد الموارد الهيدروكربونية المحتملة قبالة الساحل اللبناني بانتشال البلاد المثقلة بالديون من أعمق أزمة اقتصادية تواجهها.
وعبر الرئيس اللبناني ميشال عون، الأربعاء، عن استعداد بلاده لبحث المقترحات التي طرحها الموفد الأمريكي، آموس هوكشتاين، بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل.
وقال بيان للرئاسة اللبنانية: إن الموفد الأمريكي تقدم باقتراحات ستتم دراستها انطلاقا من الرغبة في التوصل إلى حلول بهذا الشأن.
ومن المقرر أن يستمر التواصل مع الجانب الأمريكي تحقيقا لهذا الهدف.
ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهيارا اقتصاديا غير مسبوق صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي. ويترافق ذلك مع شلل سياسي يحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحد من التدهور وتحسن من نوعية حياة السكان الذين يعيش أكثر من ثمانين في المئة منهم تحت خط الفقر.
ومنذ أن بدأت الأزمة المتعددة الوجوه تعصف بلبنان قبل عامين، تضاءل إلى حد شبه معدوم عدد ساعات التغذية من مؤسسة كهرباء لبنان الرسمية، وبات توافر التيار الكهربائي يقتصر على ساعة واحدة يوميا، ما دفع بالسكان إلى الاعتماد على المولدات الخاصة.
الموقف الإسرائيلي:
أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية أن المحادثات بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، “ستستأنف الأسبوع المقبل بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأكدت الوزارة أن وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، سوف تجتمع مع المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، خلال الأسبوع المقبل، في إطار جهود تسوية النزاع.