الرئيسية / مقالات رأي / الانغماس في الميتافيرس

الانغماس في الميتافيرس

بقلم: صفية الشحي – صحيفة “الخليج”

الشرق اليوم – حتى فترة قريبة كنا متفرجين على ما تقدمه لنا المنصات المختلفة من قصص وأخبار ومعلومات، وفي بعض الأحيان قد نسهم في تغذية هذه المنصات بالقليل الذي لا يتجاوز 1٪ من المحتوى باللغة العربية، وبين تطبيقات المراسلة، ومنصات التواصل الاجتماعي، هناك ما لا يقل عن ٤ ساعات نخصصها لاستهلاك الغث والسمين لأسباب مختلفة من خلال هواتفنا الذكية في أغلب الأوقات، ومع دخول العالم في أزمة صحية متداخلة مع كل نواحي الحياة، وجد الملايين ملاذاً آمناً في أحضان الشركات الرقمية التي تبيع انتباهنا وتشتريه حسب ما تمليه مزايدات السوق وأحكام الخوارزميات، وهي لم تكتف بذلك؛ بل وأوجدت عالماً موازياً يمكن فيه ممارسة البيع والشراء والأعمال في مساحات افتراضية بعملات رقمية.

«الميتافيرس» هو تطور الإنترنت من واقع ثنائي الأبعاد إلى ثلاثي الأبعاد «ما وراء الكون»، وقد بدأ اختباره منذ سنوات في منصة الحياة الثانية عام 2003، والألعاب الافتراضية مثل «روبلوكس» عام 2006، وبوكيمون غو عام 2017، و مايكروسوفت ميش عام 2021، وصولاً إلى «ميتا» التي أسسها «مارك زوكربرغ» عام 2021؛ حيث تقوم هذه المنصات بمزج حياتنا الطبيعية بالواقع الافتراضي، وتجسيد الخيال من خلال الواقع، فيصبح مكاناً للتواصل، اللعب، السفر، والسياحة دون أن يغادر الفرد مكانه، باستخدام تقنيات متعددة مثل: الذكاء الاصطناعي، بالبلوك تشين، الحوسبة السحابية وال 5 جي.

إن هذه التجارب التي يعدنا بها الميتافيرس متعددة الحواس تسمح بمحاكاة التدخلات قبل تجربتها؛ حيث تعمل مؤسسات عديدة على تصميم تجاربها مثل الجامعات والسفارات والمتاحف وشركات الترفيه، وتتيح الترجمات المباشرة للأشخاص الذين يتحدثون لغات مختلفة التواصل المباشر والسلس دون قيود، كما يمنح المهنيين المتخصصين في مجالات الطب، التجارة، التدريب والاختراع، فرصاً لتقديم خدماتهم من خلال الاتصال المرئي المباشر، إضافة إلى تقديم تجارب تفاعلية للطلبة، للمشاركة والكتابة والتفاعل مع المعلم، أو لعب كرة قدم مع الزملاء، بالصوت والصورة من خلال «الآفتار» الخاص بكل فرد.

إن الانغماس في هذا العالم الجديد يدفع الشركات الكبرى للمسارعة للاستثمار من أجل حجز موطئ قدم، في عالم من الإمكانات المذهلة، كما أنه سيولد حاجات أخرى لوجود متخصصين قادرين على تلبية الطلب المرتفع على البيانات الضخمة، وأماكن التخزين السحابية، ونوع المحتوى. مما يطرح تساؤلات مهمة حول القوانين المنظمة للعمل وفق شروط العالم الجديد، مدى توفر البنى التحتية وخدماتها وأدواتها الجديدة للأفراد، وأبرز التغييرات التي ستطرأ على المحتوى الذي يجب أن يشكل بناء متوافقاً، من جغرافيا مكانية وسكانية وخدمات.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …