الرئيسية / دراسات وتقارير / العالم على صفيح ساخن بسبب أوكرانيا

العالم على صفيح ساخن بسبب أوكرانيا

الشرق اليوم – منذ بداية اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، والدول الأوروبية والغربية متخوفة من وقوع حرب عسكرية جراء تصعيد موسكو من جهة ودول حلف شمال الأطلسي “الناتو” من جهة أخرى.

وخلال الأشهر الماضية أعلن “الناتو” عن تدريبات عسكرية عديدة؛ بسبب التصعيد الحالي مع روسيا. في المقابل هناك العديد من المحاولات الدبلوماسية لتدارك الأزمة ومحاولة وضع حد لها خوفا من آثارها على دول العالم قاطبة.

محاولات دبلوماسية لحل الأزمة 

هذا وأعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتي فريدريكسنن اليوم الأربعاء، عن “تقدم” تم تحقيقه في إطار جهود خفض التصعيد للأزمة الأوكرانية بعد الاتصالات الدبلوماسية المكثفة المنفذة في الأيام الأخيرة.

وقال شولتس: “تتمثل مهمتنا في ضمان الأمن في أوروبا، وأعتقد أن ذلك سيتم تحقيقه”.

وأشار إلى أنه بالمقارنة مع ما كان الوضع عليه قبل بضعة أسابيع، “حصلت أمور كثيرة”، في إشارة إلى المحادثات التي جرت أخيرا بين الغرب وروسيا على مستويات عدة.

وأضاف أن “ذلك يمثل تقدما”.

وأعرب عن أمله في أن تؤدي هذه الجهود “المكثفة والاستراتيجية المزدوجة القائمة على وحدة الصف الواضحة مع الإعلان عن عقوبات قاسية في حال وقوع عمل عدائي عسكري، مصحوبة في الوقت ذاته مع صيغ لإجراء مباحثات”، إلى خفض التصعيد.

وشدد المستشار على أنه متفق مع حلفاء بلاده الغربيين، وبينهم الولايات المتحدة، على العقوبات المحتملة التي يمكن أن يتم فرضها.

وأوضح: “في حال تغير الوضع سنكون على استعداد في أي لحظة لاتخاذ قرار مشترك من قبل ألمانيا والولايات المتحدة وأوروبا، ودول الناتو. أعتقد أن ذلك سيكون فعالا للغاية، إنها رسالة تم فهمها في روسيا”.

وجدد تهديده لروسيا بمواجهة “تبعات خطيرة” في حال شنها أي عملية لـ”غزو أوكرانيا”.

ومن المتوقع أن يتوجه المستشار الألماني الأسبوع المقبل إلى كييف وموسكو لعقد اجتماعات منفصلة مع رئيسي أوكرانيا، فلاديمير زيلينسكي، وروسيا، فلاديمير بوتين.

بلينكن في أستراليا لبحث الأزمة 

هذا ووصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى أستراليا لإجراء محادثات مع حلفاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، على وقع التوتر الحاصل حول أوكرانيا.

وسيشارك بلينكن في محادثات تستمر يومين مع تحالف “كواد”، الهادف إلى تعزيز الشراكة مع الهند وأستراليا واليابان في مواجهة تصاعد قوة الصين الاقتصادية والعسكرية.

وقال بلينكين: “العالم مكان كبير. اهتماماتنا دولية، وجميعكم يدرك جيدا التركيز الذي نخص به منطقة آسيا-المحيط الهادئ ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ”.

وأضاف: “نولي المسألة تركيزا مستمرا، ولذا نتوجه إلى أستراليا”.

البيت الأبيض يقر خطة عمل لإجلاء الأمريكيين من كييف

بدورها أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن البيت الأبيض أقر خطة سيعمل بموجبها البنتاغون على مساعدة آلاف الأمريكيين لمغادرة أوكرانيا في حال تعرضها لـ”غزو روسي”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن نحو 1.7 ألف عسكري أمريكي نشروا في بولندا مؤخرا سيشرعون في الأيام القليلة القادمة، بموجب خطة البنتاغون التي صادقت عليها إدارة الرئيس جو بايدن، على إقامة نقاط تفتيش ومخيمات ومنشآت مؤقتة أخرى عند الجانب البولندي من الحدود مع أوكرانيا، تمهيدا لمساعدة رعايا الولايات المتحدة المتواجدين في أراضي هذا البلد.

وأشار المسؤولون إلى أن هذه القوات الأمريكية من غير المسموح لها بدخول أراضي أوكرانيا أو إجلاء المواطنين الأمريكيين أو تسيير رحلات جوية من داخل أوكرانيا.

وأوضح المسؤولون أن هذه المهمة ستركز بدلا عن ذلك على تقديم دعم لوجيستي للمساعدة في تنسيق عملية إجلاء الرعايا الأمريكيين الذين سيصلون بولندا برا بشكل عام دون أي دعم من البنتاغون قادمين من كييف وغيرها من أنحاء أوكرانيا.

وأشار المسؤولون إلى أن عدد رعايا الولايات المتحدة المتواجدين حاليا في أوكرانيا يقدر بنحو 30 ألف شخص، ومن المرجح أن يرغب بعضهم في مغادرة البلاد على وجه السرعة إذا هاجمتها روسيا.

ولفتت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن بهذا الإجراء تحاول تجنب تكرار عملية الإجلاء الفوضوية التي شهدها مطار كابل في أغسطس الماضي على خلفية عودة حركة “طالبان” إلى سدة الحكم في أفغانستان.

وأقر مسؤولون في البنتاغون، أن التحضيرات لعملية الإجلاء الجديدة تأتي في ظل ذاكرة الأحداث الأفغانية، وقال أحدهم: “شعر كل من شارك في عملية الإجلاء من أفغانستان بأنها كانت بارزة لكن فوضوية. كان هناك انسحاب غير مرتب جدا، ولا نريد أن تكون هناك عملية إجلاء فوضوية من أوكرانيا”.

كما قالت الصحيفة إن الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، لا يثق بشكل عام بإمكانية تعرض بلده لـ”الغزو” من قبل جارته روسيا.

وأكد مسؤولون أمريكيون للصحيفة أن الرئيس بايدن في مكالمته الهاتفية الأخيرة مع زيلينسكي حذره من “ارتفاع الخطر” الناجم عن روسيا، غير أن الرئيس الأوكراني في المقابل قال إن هذا الخطر قائم منذ عام 2014.

كما أشار بايدن، إلى أن تواجد القوات الروسية في جنوب بيلاروس من شأنه أن “يغير قواعد اللعبة”.

الناتو يعلن عن إجراء تدريبات “الكوبالت الصامد 2022” و “الأثر الطروادي” على خلفية التصعيد

من جانب آخر أكدت وسائل إعلام أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” ينوي إجراء تدريبات عسكرية في جمهورية التشيك وهنغاريا وسلوفاكيا، على خلفية “التصعيد الحالي مع روسيا”.

وذكرت قناة ТА3 السلوفاكية أن تدريبات “الكوبالت الصامد 2022” (Steadfast Cobalt 2022) التي كان من المقرر أصلا أن تستضيفها بولندا ستجري بدلا عن ذلك في جمهورية التشيك في فبراير ومارس القادمين.

كما ستشارك سلوفاكيا هنغاريا، في استضافة تدريبات “الأثر الطروادي” (Trojan Footprint) التي تهدف إلى زيادة قدرة الحلفاء على “تخطيط وتنفيذ وتنسيق عمليات خاصة ضد عدو ذي قدرات متساوية تقريبا”.

وصادقت الحكومة السلوفاكية على ترخيص تواجد القوات الأجنبية المشاركة في التدريبات المذكورة في أراضيها ومشاركة قواتها في تدريبات ستجري في بولندا وأوكرانيا.

كما صادقت الحكومة السلوفاكية اليوم على إبرام اتفاقية للتعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة لمدة 10 سنوات تتيح للجيش الأمريكي استخدام عدد من المطارات والقواعد في هذه الدولة الأوروبية مجانا.

شاهد أيضاً

هل انتهى محور الممانعة؟

الشرق اليوم– هل انتهى محور المقاومة والممانعة الإيراني؟ سؤال يصح طرحه بعد مرور أكثر من عام على …