الرئيسية / مقالات رأي / Financial Times: تهدد أسلحة الصين وروسيا فائقة السرعة نظام الإنذار المبكر الأمريكي

Financial Times: تهدد أسلحة الصين وروسيا فائقة السرعة نظام الإنذار المبكر الأمريكي

بقلم: وليام شنايدر

الشرق اليوم- أجرت كل من الصين وروسيا تجارب صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت صيف عام 2021، وهو ما يهدد نظام الإنذار المبكر للولايات المتحدة وفقا لخبير أمريكي.

إن روسيا أجرت اختبارا لصاروخها “كروز” الأسرع من الصوت Skyfall والذي يعمل بالطاقة النووية والمسلح نوويًا في جزيرة نوفايا زيمليا بالمحيط المتجمد الشمالي، ولكونه يعمل بالطاقة النووية فإن الصاروخ له مدى غير محدود.

أما الصين فأجرت تجربتي طيران لصواريخ باليستية تفوق سرعتها سرعة الصوت، حلق أحدهما في مدار أرضي جزئي على مسار مناورة إلى المنطقة المستهدفة بالصين، وحلق الثاني في مسار مناورة، لكنه أطلق جسمًا ثانيًا تفوق سرعته سرعة الصوت، وهو ما لم يسبق الصين فيه أحد.

وإن الإعلام الأمريكي ولجنة الحد من الأسلحة حاولا التقليل من أهمية هذه الاختبارات، فوصفا ما قامت به روسيا بأنه عمل لا يأبه بالأضرار البيئية، بل هو “تشيرنوبيل طائر”، لكنهما اعتبرا أن الصين “لم تأت بجديد” فيما أقدمت عليه.

نظام الإنذار المبكر للصواريخ الباليستية الأمريكية عبارة عن مجموعة من الأقمار الاصطناعية والرادارات التي تتكامل فيما بينها، وهي ذات نظام قيادة وتحكم واتصالات خاص يمكنها من اكتشاف وتحديد موقع هجمات الصواريخ المعادية وتتبعها.

تجاهل غير مبرر

ومن الجدير بالذكر أن ردود الفعل هذه تجاهلت أهمية مثل هذه القدرات في جهود التحديث النووي لكل من الصين وروسيا.

وإن مناورة المركبات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ليست مجرد وسيلة أخرى لإيصال رأس حربي نووي إلى هدف ما، بل هي جزء أساسي من “نظام الأنظمة” المصمم لهزيمة قدرات الإنذار المبكر للولايات المتحدة.

ويشار إلى أن نظام الإنذار المبكر للصواريخ الباليستية الأمريكية عبارة عن مجموعة من الأقمار الاصطناعية والرادارات التي تتكامل فيما بينها، وهي ذات نظام قيادة وتحكم واتصالات خاص يمكنها من اكتشاف وتحديد موقع هجمات الصواريخ المعادية وتتبعها.

وأوضح أن هذه القدرات المترابطة، مجتمعة، تعتبر ضرورية للحفاظ على رادع نووي فعال، مشيرا إلى أنها كانت أساسية جدًا للردع المتبادل خلال الحرب الباردة لدرجة أن معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لعام 1972 تضمنت أحكامًا تهدف إلى حمايتها من الهجوم.

وتتمتع كل من الصين وروسيا بقدرات هجومية متقدمة في الفضاء، وفي أواخر يناير الماضي، على سبيل المثال، شهد اختفاء القمر الاصطناعي الصيني شيجيان 21 (CJ-21) من موقعه المعتاد في المدار الثابت بالنسبة للأرض على ارتفاع 35 ألفا و410 كيلومترات فوق الأرض.

ويذكر رئيس مجلس علوم الدفاع بالبنتاغون-سابقا أن إطار عمل أولويات الفضاء -الذي نشرته إدارة الرئيس جو بايدن في ديسمبر 2021- يؤكد أن الفضاء مهم باعتباره “حاسمًا في الحرب الحديثة”.

لكنه استهجن استمرار واشنطن في التمسك بموقفها في عدم استخدام الفضاء للتطبيقات العسكرية الهجومية، مما “يترك رادعنا ضعيفًا أمام الدول التي لا تشاطرنا هذا الرأي”.

كما أن واشنطن تقوم بتطوير نظام فضائي يستخدم أجهزة استشعار متطورة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، قد تكون قادرة على الكشف عن الرؤوس الحربية المناورة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

بإمكان الصين وروسيا شن مجموعة متنوعة من العمليات الهجومية، بما في ذلك تعطيل أجهزة الاستشعار وأنظمة الحواسيب وروابط البيانات والطاقة الكهربائية للأقمار الاصطناعية أو مخادعتها أو تدميرها أو إدخال تعليمات برمجية ضارة عليها باستخدام التقنيات السيبرانية

عمليات فضائية هجومية

ولكن إن أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية لا تسمح للأمريكيين بالتصدي لهذه الرؤوس الحربية المناورة بالسرعة المناسبة، كما أن الصين وروسيا طورتا أنظمة مضادة تعرض للخطر قدرات مراقبة الفضاء والاتصالات الأمريكية على ارتفاعات منخفضة ومتوسطة وعالية.

ومن خلال مناورة أقمارهما الاصطناعية للعمليات الفضائية الهجومية المتاخمة للأقمار الاصطناعية الأمريكية، فإن بإمكان الصين وروسيا شن مجموعة متنوعة من العمليات الهجومية، بما في ذلك تعطيل أجهزة الاستشعار وأنظمة الحواسيب وروابط البيانات والطاقة الكهربائية للأقمار الاصطناعية أو مخادعتها أو تدميرها أو إدخال تعليمات برمجية ضارة عليها باستخدام التقنيات السيبرانية.

كذلك من أن بإمكان هاتين الدولتين تعزيز هجماتهما المذكورة بهجمات إلكترونية تستهدف البنية التحتية الأمريكية الحيوية، التي هي الأساس الذي تعتمد عليه العمليات العسكرية للولايات المتحدة، وكذلك نظام الطاقة الكهربائية والاتصالات الوطنية وأنظمة النقل الجوي والسكك الحديدية التي تدعم القوة الاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة.

ويشار أيضا إلى وجود قدرات للمناورة لدى صواريخ الصين وروسيا -التي تفوق سرعتها سرعة الصوت- تجعل البلدين قادرين، ومن خلال دمج قوتهما على هزيمة نظام الإنذار المبكر الأمريكي، وفي ظل هذه الظروف، ستكون الولايات المتحدة غير قادرة على رؤية أي هجوم صاروخي أجنبي وارد، وستكون قدرتها على الرد مقيدة بشكل كبير.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …