الشرق اليوم اخباري تحليلي
مقالات مشابهة
بقلم: محمد أمين – المصري اليوم
الشرق اليوم – أخطر شيء أن يسقط رئيس الوزراء البريطاني معنويًا، فيستقيل زملاؤه في الحكومة ويتركونه وحيدًا.. أو يثور عليه مجلس العموم البريطاني، ونرى مشهد زعيم حزب معارض وهو يطالبه بالاستقالة، لأنه ضلل المجلس، وكان رئيس المجلس يرجوه أن يحذف الجملة من المضبطة وهو يصر عليها فتم طرده.. القصة ليست صراعًا بين حزب الحكومة وحزب معارض، ولكنها في قناعة الجميع بإدارة بوريس جونسون.. وأظن أنها أسابيع قليلة ويخرج جونسون من الحكومة وتطوى صفحته وتبدأ بريطانيا صفحة جديدة!
الاستقالات تتوالى من حكومة بوريس جونسون.. وهو ما أشرت إليه أنه سقوط حر أو سقوط معنوي.. كلهم لا يريد أن يعمل معه.. وهي تكشف عن قناعة وزراء الحكومة بشخص رئيس الوزراء، ما يعرض بريطانيا لعدم الاستقرار، وهو بالمناسبة لم يقدم شيئًا منذ جاء إلى الحكم، ودخل في سلسلة معارك جعلت الأمور تتوقف، خاصة أن بريطانيا بدأت تتعامل بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي وكانت تحتاج إلى جهد كبير بعد خطوة البريكست!
واضح أن الإدارة ينقصها كثير من الحنكة السياسية، كما أنها تكشف عن تراجع قناعات زملائه الذين عملوا معه.. هناك لحظات يكون فيها الوطن أهم.. هناك استقالة كل يوم تقريبًا وهذه استقالة أحد أعضاء وحدة السياسة والتي تبعت استقالة أربعة أعضاء من مستشاريه.. معناه أنه لم يعد مغريًا للعمل معه.. ومعناه أنه سقط معنويًا!
هذه الاستقالات للأسف كانت مشفوعة بخطابات استقالة تكشف حالة القلق التي يعيشها مجلس الوزراء ككل.. وهي حالة تشبه حالة الانهيار في الحكومة التي رأينا مثلها عقب ثورة 25 يناير، إلا أن بريطانيا لا تعرف الثورات ولكنها تمارس الديمقراطية بطريقة أخرى.. فلا أحد يثور ولكن المؤسسات تتفاعل ومجلس العموم يتصرف على ضوء ما يجري، وقد تابعنا مطالبات الرحيل سواء من مجلس العموم أو من زملائه في الحكومة.. وهذا هو الأخطر.. أن زملاءه يشعرون بالقلق وربما بأنه لا يصلح لهذه المرحلة!
وتخيلوا أن بداية السقوط كانت مع بداية تحقيقات شرطة لندن، فلأنه حضر حفلات أثناء وباء كورونا في وقت كان قد تم فيه منع الحفلات رسميًا، لتقليل خسائر كورونا كإجراء احترازي.. وكان جونسون أول من يكسر هذه الإجراءات!
ولا تستغربوا أنهم يحاسبون جونسون على حضور حفلات جماعية وقت الوباء وهو الذي أصدر قرارات الحظر.. فهذا بالضبط ما فعله هنا مسؤولون بالدولة في اليوم التالي لاتخاذ الإجراءات الاحترازية، فقد ظهروا في أفراح عائلية بينما هم من كانوا ينبغي عليهم تطبيق تلك الإجراءات بدقة وحسم.
