الرئيسية / مقالات رأي / التصعيد طريق للحل

التصعيد طريق للحل

الشرق اليوم– لا روسيا ستقوم بغزو أوكرانيا، ولا الحرب ستندلع بين روسيا ودول حلف الأطلسي. كل أطراف الصراع حول أوكرانيا تحسب حساب تكلفة الحرب، وتدرك نتائجها الكارثية؛ لذلك فهي تستخدم الحشود العسكرية والتهديدات والتهويل الإعلامي لتجنب الحرب، وللحصول على ما تريد من دون مجابهة عسكرية.

بمعنى أن التصعيد والوصول إلى حافة الهاوية، هو تكتيك لعدم السقوط في الهاوية، ويبدو أن طرفي الصراع يجيدان اللعب على حافة الهاوية. واحد يريد ضمانات موثوقة بعدم تهديد أمنه القومي من خلال عدم التوسع العسكري شرقاً، وواحد يريد أن يؤكد قدرته على توسيع نفوذه ومنع الآخر من الحصول على مجاله الحيوي؛ أي محاصرته وإبقائه خارج دائرة التفكير في المشاركة في النظام الدولي.

لكن واقع الحال يقول إنه لا الأول ولا الثاني يستطيعان تحقيق كل ما يريدانه، ولا بد في نهاية المطاف من التوصل إلى تسوية تحفظ ماء وجه الطرفين، وتحول دون سقوطهما في الهاوية.

ديمتري ترينين مدير مركز كارينجي في موسكو وضع أصبعه على الجرح؛ إذ يرى أن قيام بوتين بحشد عشرات آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا، جاء في سياق ضغط دبلوماسي لدفع أمريكا للنظر في المخاوف الأمنية الروسية، معرباً عن اعتقاده أن “بوتين نجح في ذلك”. وقال إنه يعتقد أن بوتين “لم يكن يستعد للحرب أو الغزو أصلاً”.

يعزز هذا الرأي قول المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إنها لن تصف بعد اليوم الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا بأنه “وشيك”. وأوضحت أن قولها إن “الغزو وشيك” فسّره البعض وكأن واشنطن علمت ما إذا كان الرئيس بوتين قد اتخذ قراراً بغزو أوكرانيا، في حين أن الوضع ليس كذلك. وتزامن هذا الموقف مع دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الدول الغربية إلى “الكف عن التهويل وإثارة الرعب” بشأن الوضع على الحدود بين بلاده وروسيا.

من جهتها استبعدت مجلة “فورين بوليسي” الغزو الروسي لأوكرانيا لأسباب عدة، من بينها أن القوات الروسية على الحدود لا تكفي لاحتلال مناطق واسعة ومدن كبيرة. وأشارت إلى أن اجتياح الاتحاد السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا عام 1968 احتاج إلى أكثر من 250 ألف جندي، كما أن روسيا احتاجت في حرب الشيشان بين عامي 1999 و2003 إلى 90 ألف جندي للسيطرة على منطقة يسكنها نحو مليون شخص.

وعلى الرغم من الحديث عن إرسال قوات أمريكية وغربية إضافية إلى أوكرانيا، وكذلك أسلحة، فإن ذلك لا يعني أن هذه القوات ستتورط في حرب. فالرئيس الأمريكي بايدن، أوضح أن القوات الأمريكية لن تدخل الحرب، كما أنه ليس متحمساً لانضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي، وهذا يعني أن مسار الحوار لا يزال مفتوحاً، والتوصل إلى تسوية مقبولة أمر ممكن.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

أمريكا والمسكوت عنه!

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– الدولة تتكون من شعب وسلطة وإقليم؛ ويكون الشعب فى أعلى …